غوما الكونغو الديموقراطية، نيويورك، جوهانسبورغ - أ ف ب، رويترز - استأنفت القوات الموالية للنظام في كينشاسا عملياتها العسكرية شرق البلاد وشمالها، في ما اعتبره المراقبون محاولة من الجنرال جوزيف كابيلا لتجييش الرأي العام لمصلحته بهدف تعزيز قبضته على الحكم في اعقاب وفاة والده. وتعرضت مواقع للثوار الكونغوليين المدعومين اقليمياً، لهجمات ميليشيات موالية لكينشاسا، تلاها تراشق بالاسلحة الثقيلة اسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى. وافاد مسؤولون في الاممالمتحدة وشهود ان معارك بالاسلحة الثقيلة دارت امس، في منطقة بونيا عند الطرف الشرقي لجمهورية الكونغو الديموقراطية، وذلك اثر هجوم من ميليشيات موالية لكينشاسا. وقال مسؤول امني في الاممالمتحدة طلب عدم كشف هويته ان مجموعات هاجمت مواقع حول مطار محلي في محاولة للاستيلاء عليه. واشار المصدر نفسه الذي كان يتحدث من مدينة غوما المجاورة الى تراشق بالاسلحة الثقيلة في بونيا الخاضعة لسيطرة جبهة تحرير الكونغو وهي ائتلاف بين فصائل ثوار مدعومة من اوغندا يتزعمه جان - بيار بيمبا. وأكد ناطق باسم التجمع الكونغولي للديموقراطية، وهو اكبر فصيل في المعارضة مدعوم من رواندا، ويتخذ من غوما مقراً له، حصول المعارك، لكنه لم يعط اي تفاصيل عن الاطراف المشاركة فيها. وقال شهود ان المعارك اوقعت ما لا يقل عن 59 قتيلاً و7 جرحى. وتم احصاء اربعة قتلى وسبعة جرحى في منطقة سوق بونيا و15 قتيلاً في مطار المدينة. كما تم احصاء 40 جثة في بلدة دوروما الواقعة على بعد 3 كيلومترات من بونيا في منطقة المطار الذي استهدفه المهاجمون الذين ينتمون الى قبيلة ليندو. وكانت مجموعات من الثوار مدعومة من اوغندا، شكلت الثلثاء الماضي في كمبالا، جبهة مشتركة ضد نظام الرئيس الراحل لوران ديزيريه كابيلا. وتزامنت العمليات العسكرية في المناطق المحاذية للحدود مع اوغندا، مع بيان للحكومة طلبت فيه من القوات الموالية للنظام "طرد المغتصب الاجنبي الى خارج البلاد". وافاد مراقبون اقليميون ان تسخين الجبهات يتزامن مع سعي الجنرال جوزيف كابيلا الى تعزيز قبضته على الحكم اثر وفاة والده. وفي المقابل، ناشد الامين العام للامم المتحدة كوفي أنان الاطراف المتحاربة في الكونغو عدم المضي في زعزعة الاستقرار هناك والعمل على التوصل لحل سلمي للحرب المتعددة الاطراف. وقال: "اتمنى الا يؤدي الموت المفاجئ للرئيس كابيلا الى وقف عملية السلام في جمهورية الكونغو الديموقراطية والا يزداد عدم استقرار الوضع على الصعيدين السياسي والامني في البلاد. وفي الوقت نفسه، قال رئيس جنوب افريقيا السابق نيلسون مانديلا انه يأمل بأن يكون اغتيال كابيلا سبيلاً الى السلام في البلاد، مشيراً الى ان الرئيس الراحل تجاهل النصائح والمناشدات بقيادة شعبه الى الديموقراطية. وأضاف: "نثق بان احداث مأسوية مثل مقتل الرئيس كابيلا ستوفر الفرصة للحكومة والمعارضة المسلحة والمعارضة غير المسلحة في الكونغو الديموقراطية للجلوس كرفاق وتغليب مصالح شعب بلادهم".