كينشاسا - أ ف ب، رويترز - شيعت كينشاسا امس، جنازة الرئيس لوران كابيلا في حضور ستة رؤساء افارقة احاطوا بنجله الذي يؤدي القسم اليوم، خلفاً له. كما حضر الجنازة الى جانب مسؤولين افارقة، وزير الخارجية البلجيكي الذي طلب من نجل كابيلا اعطاء مؤشرات الى انفتاحه على السلام والديموقراطية. وبدأت مراسم تشييع الرئيس لوران ديزيريه كابيلا في قصر الشعب في كينشاسا، بمشاركة ستة رؤساء افارقة هم: الانغولي خوسيه ادواردو دوس سانتوس والزيمبابواني روبرت موغابي والناميبي سام نوغوما والزامبي فريديريك شيلوبا والمالي باكيلي مولوزي والسوداني عمر البشير. وجلس الرؤساء الستة الى جانب نجل الرئيس كابيلا، الجنرال جوزف كابيلا الذي يدير شؤون البلاد منذ مقتل والده في 16 الشهر الجاري. كما حضر المراسم نائب الرئيس الجنوب افريقي جاكوب زوما ووزير الخارجية البلجيكي لوي ميشال باعتبار بلاده الدولة المستعمرة للكونغو سابقاً، اضافة الى وفود وزارية افريقية عدة. وبعد الانتهاء من مراسم التشييع، نقل النعش الى مثواه الاخير في قصر الامة حيث شيد ضريح لجثمان كابيلا الذي قتل برصاص احد حراسه في القصر الرئاسي. وكانت الجماهير احتشدت منذ الفجر لحضور الجنازة، وسط اجراءات أمنية مشددة حول قصر الشعب ومبنى البرلمان القديم على ضفاف نهر الكونغو حيث سجي الجثمان منذ يوم الاحد الماضي. وشاركت قوات انغولية في التدابير الامنية، فيما تدفق كبار الشخصيات على قصر الرئاسة الذي اصطف الاف المواطنين خارجه يستمعون الى الفرق الموسيقية العسكرية وهي تعزف اناشيد وطنية. وانتهز وزير الخارجية البلجيكي فرصة وجوده في كينشاسا لمطالبة جوزيف كابيلا بتقديم "مؤشرات انفتاح". وقال للصحافيين بعد لقاء بينهما: "قلت ما كنت ارغب في قوله، وهو ضرورة القيام بعملية تشريع والعودة الى عملية السلام في لوساكا من دون شروط مسبقة وتقديم مؤشرات انفتاح". وبين مؤشرات الانفتاح هذه، بحسب الوزير البلجيكي: "الافراج عن السجناء والمساعدة على بدء الحوار بين اطراف النزاع في الكونغو والسماح للاحزاب السياسية بالعودة الى ممارسة نشاطاتها اذا رغبت في ذلك". وحضر اللقاء بين ميشال وكابيلا الابن، وزير الخارجية الكونغولي ليونارد شي اوكيتاندو ومساعد كابيلا الكولونيل ادي كابند. وكان هذا اللقاء الاول لكابيلا الابن مع مسؤول غربي بعد تكليفه "ادارة عمل الحكومة" والجيش في الكونغو. وبدا ان كينشاسا تريد اغتنام فرصة وجود هذا الحشد من الضيوف الاجانب، لاجراء مراسم تنصيب كابيلا الابن رسمياً، اذ طلب من القضاة التحضير لأدائه القسم اليوم. التعامل مع الحرب ومن المهام الاولى التي ستواجه كابيلا الابن، التعامل مع الحرب المندلعة في البلاد. وقال معاونون له ان كينشاسا ستواصل مفاوضاتها لانهاء الحرب، مع توضيح مطلبها بانسحاب كامل للقوات الرواندية والاوغندية الموجودة في البلاد. ومنذ مقتل كابيلا زاد الضغط خصوصاً من القوات المتحالفة مع الكونغو الديموقراطية لانهاء القتال الذي تورط فيه بعض الدول المجاورة واسفر عن مقتل عشرات الآلاف. ويعتقد بعض المحللين ان الرئيس الراحل كان العائق الرئيسي امام السلام وانه من الممكن احراز تقدم بعد غيابه. وعلى صعيد آخر، اعلنت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة في جنيف امس، ان حوالى عشرة آلاف شخص فروا من المعارك الدائرة بين قبيلتي ليندو وهيما في منطقة بونيا شرق الكونغو، متجهين غرباً نحو كيسانغاني التي تبعد 500 كلم داخل البلاد. وكانت المفوضية العليا اعلنت يوم الجمعة الماضي، وصول ستة الاف لاجىء من جمهورية الكونغو الى غرب اوغندا المجاورة وهم من قبائل هيما الذين فروا من المعارك. وفي اليومين التاليين وصل نحو 50 لاجئاً آخرين الى القرب من بونديبوغيو غرب اوغندا. واستناداً الى منظمة "هيومن رايتس ووتش" المدافعة عن حقوق الانسان فان الجيش الاوغندي الموجود في المنطقة والذي يدعم الفصائل المسلحة المناهضة لنظام كابيلا والمنضوية تحت لواء جبهة تحرير الكونغو، لم يفعل شيئاً لمنع هذه المجازر القبلية، بل ساهم في تأجيج العنف.