أرفق المسلحون الألبان في جنوب صربيا رفضهم لاقتراحات التسوية التي عرضتها بلغراد، بهجمات شديدة على مواقع الجيش والشرطة في المنطقة، فيما توقع المراقبون عمليات قتالية واسعة بين الطرفين الالباني والصربي، يمكن ان تؤثر سلباً على جهود الاستقرار في البلقان. اعلن المركز الصحافي الصربي في بويانوفاتس جنوب البلاد امس، ان القوات اليوغوسلافية "احبطت محاولة قام بها الارهابيون الالبان للسيطرة على موقع كورسانيك للجيش اليوغوسلافي". وأضاف ان المسلحين الالبان "هاجموا بمختلف انواع الاسلحة التي بحوزتهم، منشآت الجيش والشرطة في مناطق براد غروبا وسفيتي ايليا ولوتشاني. وأوضح ان قذائف المدفعية البعيدة المدى للمسلحين "سقطت بالقرب من مدينتي بويانوفاتس وفرايني". وذكر المركز ان قوات حفظ السلام الدولية في كوسوفو، زادت من نشاطاتها في المنطقة الحدودية بين الاقليم وجنوب صربيا وان "طائرات مروحية عائدة لها، حلقت باستمرار لمراقبة الوضع". ووصف رئىس الشرطة في جنوب صربيا نوفيتسا زدراكوفيتش في تصريح صحافي الهجمات الالبانية بأنها "تزامنت مع عدم استجابة الارهابيين للمقتراحات السلمية التي عرضتها بلغراد لاعادة الاوضاع الطبيعية الى المنطقة". وأشار الى انه تمت زيادة التأهب لدى وحدات الجيش والشرطة في المنطقة التي "تتصاعد المخاطر فيها". وكان المسلحون الالبان الذين بدأوا حركتهم الحالية في تشرين الثاني نوفمبر الماضي، رفضوا خطة لحكومة بلغراد ركزت على انعاش جنوب صربيا اقتصادياً وخدمياً وزيادة مشاركة سكان المنطقة الالبان في الاجهزة الحكومية وتشكيلات الشرطة. وأكد بيان لقيادة "جيش تحرير بريشيفو وبويانوفاتس وميدفيجا" نشرته الصحف الالبانية الصادرة في بريشتينا امس، انها "لن تقبل اي حلول تتجاهل ضم وادي بريشيفو الاسم الذي اطلقه المسلحون على جنوب صربيا الى دولة كوسوفو المستقلة". ووصفت القيادة هذا الضم بأنه "امر لا يمكن التنازل عنه، لأنه يعيد وضع المنطقة الى واقعها التأريخي". وترفض بلغراد في شكل قاطع هذا المطلب الالباني، كما تعارضه الدول الغربية، باعتباره يدخل في مجال تغيير الحدود القائمة في البلقان، ويتعارض مع قرار مجلس الامن 1244 الخاص بكوسوفو. ويبدو ان محاولات الوساطة الاميركية والاوروبية اخفقت في حمل المقاتلين الالبان على التفاوض في إطار خطة بلغراد والتي بلغت ذروتها من خلال مساعي كل من ممثل الادارة الاميركية في البلقان جيمس بارديو والسفير الاميركي في بلغراد وليام مونتغمري. وكان الاثنان زارا المنطقة مرات عدة وأجريا اتصالات مباشرة مع قادة "جيش تحرير بريشيفو وبويانوفاتس وميدفيجا". وأعلنا الثلثاء الماضي، ان الحركة المسلحة "ستنتهي خلال اسبوع". كما اعرب وفد الاتحاد الاوروبي الذي زار بلغراد اول من امس، عن معارضته "مطالب المسلحين الالبان" وأكد على "مساندته سياسة ضبط النفس اليوغوسلافية تجاه الحركة الالبانية المسلحة، ومساعي بلغراد الرامية الى حل سلمي يضمن الحقوق المتساوية لجميع اعراق المنطقة". وحظي المسلحون الالبان بمساندة علنية من زعيمين سابقين لجيش تحرير كوسوفو هما: هاشم تاتشي وراموش خير الدين وأفادت معلومات في بلغراد ان غالبية المقاتلين الالباني في جنوب صربيا، البالغ عددهم حوالى 1600 فرد، هم من عناصر جيش تحرير كوسوفو.