} رضخت اسلام آباد للضغوط الاميركية وأعلنت رسمياً تجميد الحسابات المصرفية لمنظمتين كشميريتين. وفيما تعهد الرئيس الباكستاني قمع "الجماعات الارهابية"، أعلنت منظمة "العسكر الطيبة" نقل نشاطها العسكري الى الجزء الهندي من كشمير، وواصلت الهندوباكستان حشد قواتهما على الحدود، وسجل تبادل للقصف المدفعي بين البلدين. اسلام آباد، جامو الهند، مظفر آباد باكستان، بكين - رويترز، أ ف ب - أعلن الناطق باسم المصرف المركزي الباكستاني سيد وسيم الدين انه طُلب "من كل المصارف تجميد حسابات" منظمتي "العسكر الطيبة" و"تعمير الأمة" اللتين اعتبرتهما واشنطن من بين المنظمات الارهابية الخميس الماضي. وقال ان القرار يأتي طبقاً لقرار تجميد الارصدة المالية الذي اعلن عنه الرئيس الاميركي جورج بوش في حق المجموعتين. وتزامن قرار المصرف مع اعلان "العسكر الطيبة" قرارها نقل جناحها العسكري من باكستان الى الجزء الهندي من كشمير بعد دعوات وجهت الى اسلام آباد لاعتقال قادة المنظمة. وقال زعيم الجماعة حافظ محمد سعيد في مؤتمر صحافي في لاهور ان "العسكر الطيبة" عينت قائداً جديداً لجناحها العسكري هو مولانا عبدالواحد كشميري المقيم في الجزء الخاضع للهند من الاقليم المتنازع عليه. وأكد ان الجماعة "ستواصل انشطتها العسكرية ضد الجيش الهندي في كشمير المحتلة"، نافياً مسؤوليتها عن الهجوم على البرلمان. وكان الرئيس الباكستاني برويز مشرف تعهد في بكين قمع المجموعتين الكشميريتين اللتين تتهمهما نيودلهي بتنفيذ الهجوم على البرلمان الهندي في 13 الشهر الجاري شرط تقديم ادلة على تورطهما. وقال: "اتخذنا تدابير ضد كل المجموعات المتورطة في اي شكل من اشكال الارهاب حول العالم". وتشكل "العسكر الطيبة" ومقرها باكستان احدى ابرز مجموعات المقاتلين الانفصاليين الذين يحاربون الوجود العسكري الهندي في كشمير ذات الغالبية المسلمة التي تتنازع اسلام آباد ونيودلهي السيطرة عليها. وكانت واشنطن اعتبرت ان الحركة تمثل "تهديداً عالمياً"، واتهمت حركة "تعمير الأمة" التي يتزعمها مسؤول سابق في لجنة الطاقة الذرية الباكستانية بتقديم معلومات لشبكة القاعدة بزعامة اسامة بن لادن. ميدانياً، نشر الجيش الباكستاني مدافعه المضادة للطائرات وحرك غالبية قواته من مدينة سيلكوت الشرقية الى الحدود مع الهند. وقال مصدر في سيلكوت التي تبعد بضعة كيلومترات عن الحدود في اقليم البنجاب الشرقي ان "حركة القوات الى الحدود ومنها اكثر من الحركة في الاوقات العادية". وأوضح ان الحدود قرب سيلكوت تحرسها عادة قوات شبه عسكرية لكن "قوات الجيش موجودة الآن". وأعلن مسؤول عسكري هندي ان قوات البلدين تبادلت القصف المدفعي على الحدود في كشمير حيث يحشد الجانبان قواتهما. وقال: "دمرنا عدداً من مواقعهم الحصينة اثناء تبادل القصف في بعض المواقع على امتداد خط المراقبة في قطاعي راجوري وبونش". وأوضح ان القوات الهندية دمرت نحو 12 موقعاً باكستانياً حصيناً. وتصاعدت حدة التوتر بين البلدين منذ الهجوم الانتحاري على البرلمان الذي أدى الى مقتل 14 شخصاً. وأعلنت الهند الاسبوع الماضي استدعاء سفيرها في اسلام آباد وتعليق رحلات القطارات والحافلات الى باكستان.