هددت إسلام آباد بالرد بقوة على اي هجوم هندي يطاول قواعد المقاتلين الكشميريين داخل باكستان، ورفضت اتهامات وجهتها نيودلهي الى الاستخبارات الباكستانية بالتورط في الهجوم الانتحاري الذي تعرض له مبنى البرلمان الهندي الاسبوع الماضي. اسلام آباد، نيودلهي - "الحياة"، رويترز - حذر الجنرال راشد قرشي الناطق باسم الرئيس الباكستاني برويز مشرف نيودلهي من عواقب مهاجمة باكستان في وقت تزايدت حدة التوتر بين الجارتين اللتين تمتلكان اسلحة نووية. وفي تكرار لتهديد الرئيس الباكستاني بالرد بقوة على الهند اذا اقدمت على "عمل متهور" ضد بلاده، قال قرشي ان "باكستان ليست فلسطين. وسنرد بطريقة قوية اذا هوجمنا. وعلى الهند ان تستعد لخسارة فادحة". وجاء ذلك في وقت هدد وزير الداخلية الهندي لال كريشنا ادفاني ب"عواقب وخيمة لاي محاولة تطاول الامن القومي الهندي"، فيما اتهم محققون في نيودلهي المقاتلين الكشميريين المتمركزين في باكستان بتنفيذ الهجوم على البرلمان الاسبوع الماضي والذي سقط فيه 13 قتيلاً بينهم المهاجمين الخمسة. وفي الوقت نفسه، دعا رئيس الوزراء الهندي اتال بيهاري فاجبايي الى اجتماع للجنة الامنية في مجلس الوزراء لتقويم الوضع. وقال ادفاني لمحطة تلفزيون "ستار" رداً على سؤال عما اذا كانت نيودلهي ستستخدم الحق في ملاحقة المقاتلين الذين ينطلقون من قواعد داخل باكستان ان "الحكومة تبحث في كل الخيارات". ونقلت وسائل الاعلام الباكستانية امس، عن قرشي قوله ان "كل هذه المزاعم لا اساس لها من الصحة وملفقة". واضاف: "اننا على استعداد لتقديم تأكيدات بانه اذا ثبت بناء على تحقيق مشترك، تورط اي شخص يتخذ من باكستان مقراً له في الهجوم، فاننا سنتخذ اجراءات ضده". وقال اغاي راج شارما مفوض الشرطة في نيودلهي ان صلة المهاجمين بجهاز الاستخبارات الباكستاني، اتضحت خلال استجواب اشخاص في شأن الهجوم الذي وقع يوم الخميس الماضي، وانحى المسؤولون الهنود باللائمة فيه على ثوار مقرهم في باكستان يقاتلون الحكم الهندي في كشمير. واضاف شارما ان المشتبه به الرئيسي المحتجز لدى الشرطة حالياً، اوضح انه تدرب في معسكر للاستخبارات في مظفر آباد عاصمة الشطر الكشميري الذي تسيطر عليه باكستان. وقال ان الرجال الخمسة الذين قتلتهم قوات الامن الهندية اثناء مهاجمة البرلمان بالبنادق والقنابل اليدوية، هم باكستانيون. وفي الوقت نفسه، رفضت جماعة العسكر الطيبة التي تتخذ من باكستان مقراً لها والتي تحارب الحكم الهندي في كشمير، اتهام الهند لها بانها شاركت في تنفيذ الهجوم بالتعاون مع منظمة "جيش محمد". وفي خطوة زادت التوتر مع إسلام آباد، طالبت نيودلهي باغلاق مكاتب "العسكر الطيبة" و"جيش محمد" في باكستان وتجميد ارصدتهما واعتقال زعمائهما. وكان فاجايي الذي يتعرض لضغوط من حزبه لارسال قوات الى المناطق التي تسيطر عليها باكستان في كشمير لتعقب المتشددين، قال ان نيودلهي وصلت الى اقصى حدود التسامح. ولمح ايضاً الى ان الهند التي احجمت في السابق عن عبور خط الهدنة الذي يفصل بين شطري كشمير، قد لا تتوانى عن ذلك مستقبلاً. واضاف: "كان بامكاننا عبور الحدود خلال احداث كارغيل عام 1999 ولكننا تحلينا بضبط النفس. ومرة اخرى، تتم دعوتنا الى اظهار ضبط النفس. لقد ابدينا قدراً كبيراً من الصبر ولكن، هناك حدود".