نيودلهي، إسلام آباد - أ ف ب، رويترز - حمّل وزير الخارجية الهندي جاسوانت سينغ أمس "مجموعات ارهابية" تتخذ من باكستان مقراً لها مسؤولية الهجوم الذي استهدف البرلمان في نيودلهي أول من أمس. فيما حض حزب "بي جي بي" الوطني الهندوسي الحاكم رئيس الوزراء اتال بهاري فاجبايي على الاقتداء بواشنطن وردها في افغانستان للرد على الهجوم. وقال سينغ في تصريح للصحافيين ان العملية الانتحارية التي أسفرت عن 12 قتيلاً "من فعل منظمات ارهابية تتخذ من باكستان مقراً لها". وذكر بصورة خاصة مجموعتي "العسكر الطيبة" و"جيش محمد" الاسلاميتين الناشطتين في كشمير. واكد ان في حوزة الهند "اثباتات فنية" في ما يتعلق بالاعتداء على مبنى البرلمان. وأضاف انه "في ظل هذه الظروف، طلبنا من باكستان قبل اي شيء وضع حد" لنشاطات "العسكر الطيبة" و"جيش محمد". وتابع: "طلبنا بعد ذلك وضع زعماء هذين التنظيمين قيد الاعتقال واخيراً تجميد اموالهما". واستدعت الخارجية الهندية السفير الباكستاني في نيودلهي اشرف جهانجير وسلمته مذكرة احتجاج. فيما دعت اسلام ابادالهند الى تقديم أدلة على تورط جماعات اسلامية كشميرية في الهجوم. وقال الناطق باسم الخارجية الافغانية عزيز أحمد خان ان بلاده تدين الارهاب بكل أشكاله "ولكن ينبغي تزويدنا أدلة على تورط الميليشيات الكشميرية لنقرر على أساسها الخطوة التالية". ووصف يحيى مجاهد الناطق باسم "العسكر الطيبة" التي تتخذ من باكستان مقراً لها تصريحات وزير الخارجية الهندي بأنها "اكذوبة لا تستند الى اي اساس"، وقال "انها رواية اطلقتها وكالات الاستخبارات الهندية بالتعاون مع الحكومة الهندية لاعلان ان منظمات الجهاد وباكستان من الارهابيين". من جهته، قال الناطق باسم الحزب الوطني الهندوسي الحاكم في كي ملهوترا "على الحكومة ان تعتمد الطريق نفسها التي سلكتها الولاياتالمتحدة في افغانستان" مضيفاً "ان هناك غالبية من نواب الحزب اعربت عن هذا الرأي خلال لقاء مع رئيس الوزراء" أمس. واعتبر ان على الهند ان تعتمد "سياسة بحث حثيث ونشيط" في كشمير في اشارة مباشرة الى غارات عقابية تتجاوز الحدود المتنازع عليها مع باكستان. ودعا مناصرو الخط المتشدد في الائتلاف الذي يدعم حكومة فاجبايي منذ وقت طويل الى سياسة "بحث حثيث" في كشمير من شأنها ان تمكن قوات الامن من مطاردة المتمردين الاسلاميين خارج الحدود القائمة بين الهندوباكستان في كشمير. لكن فاجبايي رفض الرد على اسئلة الصحافيين بخصوص تغيير محتمل لسياسته في هذا المجال معتبراً ان الاعتداء يشكل "تحدياً مشيناً للديموقراطية في العالم". وكانت وحدة كومندوس من خمسة رجال مجهولي الهوية هاجمت أول من امس مبنى البرلمان الفيديرالي بالاسلحة الرشاشة والقنابل، ما ادى الى تبادل اطلاق نار استمر اربعين دقيقة واسفر عن سقوط 12 قتيلاً هم المهاجمون الخمسة وستة من عناصر قوات الامن وبستاني. ودانت اسلام آباد الهجوم وأعربت عن صدمتها، ووجه الرئيس الباكستاني برويز مشرف رسالة تعزية الى القادة الهنود.