إسلام آباد، نيودلهي - "الحياة"، رويترز - أبلغت مصادر كشميرية في إسلام آباد "الحياة" أمس، أن توتراً يخيم على المناطق المحاذية لخط الهدنة بين القوات الباكستانيةوالهندية، خوفاً من هجوم هندي واسع النطاق، بعد دعوات في أوساط الحزب الحاكم في نيودلهي الى اعتماد "سيناريو الحرب الافغانية"، لمعالجة النزاع الكشميري. وكان وزير الخارجية الهندي جاشوانت سينغ حمّل "مجموعات ارهابية" تتخذ من باكستان مقراً لها، مسؤولية الهجوم الانتحاري الذي استهدف البرلمان في نيودلهي أول من أمس. وخص بالذكر منظمتي "جيش محمد" و"العسكر الطيبة" اللتين تحملان السلاح في وجه قوى الامن الهندية وتشنان هجمات بهدف "تحرير" الشطر الكشميري الواقع تحت سيطرة الهند. وبدا أن نيودلهي ليست مقتنعة بنفي "العسكر الطيبة" ان يكون لها أي دور في الهجوم على البرلمان، فيما نفت باكستان رسمياً أن تكون أعلنت حال تأهب في صفوف قواتها في الشطر الكشميري الواقع تحت سيطرتها ويعرف ب"ازاد كشمير" كشمير الحرة. وعلى رغم ذلك، أكدت مصادر إعلامية في إسلام آباد أن القيادة الباكستانية انهمكت في سلسلة اجتماعات على أرفع مستوى، لدرس سبل تدارك انفجار الوضع على الخط الفاصل بين الكشميرتين، كما اتخذت احتياطات في ظل حال تأهب غير معلنة تحسباً لهجوم هندي. ورأى مراقبون في باكستان أن اعتماد الهند السيناريو الذي يطالب به صقور في الحزب الحاكم في نيودلهي، يعني توجيه ضربات جوية إلى معاقل التنظيمات الكشميرية التي تحظى بتأييد واسع بين المواطنين، سواء في كشمير أو سائر أنحاء باكستان. ومن شأن ذلك احراج اسلام آباد إذا عبرت أميركا عن تأييدها مثل هذه الضربات، مما يضع الرئيس برويز مشرف في موقف محرج جداً، ويعيد خلط الاوراق في المعادلة السياسية ربما لمصلحة القوى المناهضة للاميركيين في صفوف القوات المسلحة الباكستانية، خصوصاً ان قضية كشمير "حجر زاوية" في الامن القومي وخط أحمر يصعب السكوت عن تجاوزه. وكانت الدولتان اللتان تملكان سلاحاً نووياً خاضتا حربين بسبب الصراع على كشمير.