ما أحلى فرحة العيد والأيام الجميلة التي يقضيها الكبار والصغار في منازلهم وفي المتنزهات الكثيرة والملاهي، وما أحلى العيدية التي يعطيها الكبار للأطفال، وكذلك "بطاقات المعايدة" التي يتبادلها الناس في الأيام المباركة. والعيدية من العيد ومعناها العطاء والعطف أو التلطف. وبدأ اعطاء العيدية في عهد المماليك، إذ كان كل أمير يعطي الرواتب التي يطلق عليها "الجامكية" للجنود والأمراء ومن يعملون معهم من مختلف الرتب، و"الجامكية" كانت عبارة عن دنانير ذهبية اذا كانت للأمراء أو فضية اذا كانت للجنود. ومع تطور الزمان أصبحت العيدية لا تُعطى فقط من الحاكم للأمراء والجنود الأقربين منه، بل أصبح رب كل أسرة يعطي أولاده، خصوصاً الأطفال منهم، العيدية التي اصبحت الآن جزءاً من مظاهر الاحتفال بالعيد. الكثير من الصغار ينتظرون العيد بفارغ الصبر للحصول على هذه العيدية وقضاء الأوقات السعيدة في المتنزهات المختلفة، حيث تزدحم العاصمة بالكبار والصغار أيضاً، ومنها الحدائق العامة مثل الحديقة الدولية في منطقة مدينة نصر شرق العاصمة والفسطاط في ضاحية مصر القديمة وسفنكس وحديقة الحيوان في الجيزة، وحديقة القناطر الخيرية في القليوبية شمال العاصمة. أما الملاهي فأصبحت موجودة بكثرة في العاصمة، خصوصاً مدينة 6 أكتوبر التي أصبحت تجذب الكثير من الصغار والكبار وخصوصاً في الأعياد على رغم ان ثمن تذكرة الدخول يصل في بعض هذه الملاهي الى 60 جنيهاً للفرد الواحد وهو مبلغ كبير جداً، خصوصاً للأسر البسيطة. وهذا ما يدفع البسطاء الى الذهاب للحدائق العامة لتمضية الأوقات مثل حديقة الحيوان التي تباع التذكرة فيها ب25 قرشاً فقط والحديقة الدولية التي تباع تذكرتها بجنيه واحد فقط. بطاقات المعايدة ومن مظاهر الاحتفال بالعيد أيضاً بطاقات المعايدة التي تباع في المكتبات وتحمل صوراً مختلفة للآثار الفرعونية أو لحدائق أو أطفال أو أي منظر عام وأحياناً لمناظر أوروبية. وتشتهر منطقة الفجالة في القاهرة ببيع هذه البطاقات التي يبدأ سعرها من ربع جنيه فقط الى جنيهات عدة بحسب نوعها ومصدرها. وبطاقات المعايدة ليست بدعة حديثة لكنها بدأت في العصر الفاطمي مثل غيرها من العادات الجميلة في مصر اذ كان الأمراء والحكام يتبادلون التهاني بهذه البطاقات. وعلى رغم ذلك اختفت عادة بطاقات المعايدة في العصر الأيوبي، لكنها سرعان ما عادت في العصر المملوكي وازدهرت في العصر العثماني، وتطورت الآن وأصبحت منتشرة في جميع المكتبات ويقبل عليها المواطنون في الأعياد لشرائها وكتابة عبارات الحب والتهاني لمناسبة العيد وارسالها لأحبائهم في كل مكان. تزداد محبة الناس لبطاقات المعايدة في الأعياد، ويفضل بعضهم ارسال تليغرافات المعايدة من طريق سنترالات الاتصالات التي تقوم بارسال هذه التليغرافات التي تحسب بدلاتها بالكلمة، ومع ذلك يفضل بعض الناس ارسال كلمات كثيرة في الأعياد لمزيد من التعبير عن شعورهم بالفرحة بهذه الأيام المباركة.