تدخلت التكنولوجيا الحديثة في كل شيء فهي لم تترك باباً إلا وطرقته، فمثلما دخلت وأثرت على الحياة السياسية والاقتصادية، كان لها تأثير كبير على سلوكيات المواطنين في كافة الأعياد والمناسبات، ولكنها أثرت بطريقة سلبية عليها. وأصبحت التهاني والمعايدات الكترونية بدلاً مما كانت عليه في الماضي، حيث استغل الكثير ما حققه موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" خلال الفترة السابقة من نجاح، وما يتسم به من سرعة وسهولة في تبادل التهاني بين الأصدقاء والأقارب وتحولت العملات الورقية التي يتبادلها الأصدقاء والأقارب خلال الأعياد إلى عملات إلكترونية وصفحات على موقع "فيس بوك"، وتضمنت الفئات المختلفة من العملات العربية والإسلامية. فقد انتشرت العديد من الأشكال عبر ال "فيس بوك" والتي عبّر من خلالها الأصدقاء عن تهانيهم لبعضهم البعض، ومن بينها صور للعملات الورقية مصحوبة بجملة تهنئة، فضلاً عن إرسال الصور المليئة بالألوان والمعبرة عن الفرحة. وعلى الرغم مما حققته تلك الوسيلة في التهنئة من تقارب بين الناس بعضهم البعض، إلا أن البعض اعتبرها سبباً في قطع الصلات لأنها منعت الكثير من القيام بالعادات والتقاليد التي اعتادوا عليها من زيارة الأقارب والاتصال تليفونياً بالأصدقاء والمعارف. و العيدية، هي عادة قديمة بدأت منذ العصر الفاطمي، وكانت تسمي ب"الجامكية" وتنوعت أشكالها، فكانت تقدّم للبعض على شكل طبق مملوء بالدنانير الذهبية، ولآخرين كدنانير من الفضة، كما اتخذت العيدية صورة الحلويات والمأكولات الشهية والملابس الفاخرة والبالونات والألعاب وغيرها. وكان الخليفة المعز لدين الله الفاطمي يمنح أمراء الدولة "سرة من الدنانير" في المناسبات، ويرجع ظهورها كمنحة لموظفي الدواوين الحكومية والوزارات لسياسة "الترغيب والترهيب" التي اتبعها الخليفة المعز لدين الله والمعروفة تاريخياً ب"ذهب المعز وسيفه" . وفي العصر المملوكي كان السلطان يقدم راتباً للأمراء والجنود بمناسبة قدوم العيد، وفقاً لرتبة كل منهم بحيث يحصل الأقل رتبة على عيدية أقل مما يحصل عليها الأعلى رتبة.