برز أمس توافق وخلاف بين المانياوالولاياتالمتحدة حول التعامل مع الارهابيين قضائياً خلال زيارة وزير العدل الاميركي جون اشكروفت الى العاصمة الالمانية امس. وأعلنت النيابة العامة الاتحادية قرب إحالة خمسة اسلاميين عرب اعتقلوا العام الماضي الى المحاكمة بتهمة "التخطيط لاعمال ارهابية خطيرة". وفيما اكد وزير الداخلية الالماني اوتو شيلي لوزير العدل الاميركي استعداد بلاده ل"تعاون وثيق مع الولاياتالمتحدة على صعيد مكافحة الارهاب"، لفت ايضاً الى وجود "وجهات نظر قانونية مختلفة" بين الجانبين. واضاف شيلي ان البحث تطرق الى تشكيل المحاكم العسكرية الاميركية بعد 11 ايلول المختلف عليها، وان الوزير اشكروفت أوضح له ان الامر يتعلق هنا ب"مسألة نظرية". وكان مسؤولون وخبراء المان انتقدوا تشكيل المحاكم العسكرية في الولاياتالمتحدة "لأنها تضيق على الحقوق الاساسية للمتهمين، ما يشكل عقبة امام تسليم بعض الاشخاص المشتبه بأنهم ارهابيون الى الولاياتالمتحدة". وأثنى وزير العدل الاميركي على القوانين الأمنية التي اقرتها الحكومة والبرلمان الالمانيين لمكافحة الارهاب وعلى العمل الذي أدته اجهزة الاستخبارات الالمانية بعد 11 ايلول. ورأى ان المانيا لعبت دوراً قيادياً في مكافحة عمليات تمويل الارهاب قائلاً: "أنا مرتاح جداً الى التدابير الالمانية". وزار اشكروفت العاصمة الالمانية ضمن جولة اوروبية بدأها في بريطانيا واسبانيا وسيكملها في ايطاليا. وأعلنت النيابة العامة الاتحادية امس ان التحضيرات القضائية لمحاكمة الاسلاميين العرب الخمسة الذين قبض عليهم قبل عام تقريباً في فرانكفورت وهم يخططون لتفجير سوق عيد الميلاد في ستراسبورغ، بدأت أثر اختتام التحقيقات الجنائية معهم. وانجزت النيابة العامة الاتحادية ملف الدعوى التي سترفعها ضدهم، وهي تضمن اتهام كل من الأمين م، والايروبي ب، وسليم ب، وسمير ك، جزائريون، وفؤاد س فرنسي من أصل جزائري بأنهم أعضاء في تنظيم ارهابي خططوا للقتل ولتفجير قنبلة وارتكاب أعمال جنائية خطيرة اخرى. وفي اتصال ل"الحياة" مع النيابة العامة الاتحادية رفضت ناطقة باسمها الاعلان عن اسماء عائلات المعتقلين لأسباب أمنية واخرى تتعلق بقانون حماية المعلومات الشخصية. وقالت مصادر أمنية ان الخمسة كانوا يحضرون "لقتل عدد كبير من الناس في منطقة سوق الميلاد كما حدث لاحقاً في الاعتداء على مركز التجارة العالمية". ولم يتضح اذا كانت هناك علاقة بين المعتقلين الخمسة ومنظمة "القاعدة"، الا ان الخبراء يعتبرونهم قريبين من القاعدة، لذا فهم نصحوا بالحذر مشيرين الى احتمال وقوع اعتداءات جديدة من جانب اسلاميين متطرفين.