أكدت ل"الحياة" مصادر ديبلوماسية غربية في صنعاء ان فريقاً تابعاً لمكتب التحقيقات الفيديرالي الأميركي اف بي آي يشارك حالياً في تحريات تقوم بها أجهزة الأمن اليمنية وتهدف الى جمع أكبر قدر من المعلومات عن عناصر اسلامية شاركت في حرب افغانستان ضد الاحتلال السوفياتي قبل نحو عشرة أعوام، بالاضافة الى عناصر أصولية يشتبه في أنها من "الأفغان العرب" وعلى علاقة بزعيم "القاعدة" اسامة بن لادن، وكانت السلطات اليمنية قامت بترحيلهم خلال الأعوام الثلاثة الماضية الى دول اخرى. وقالت هذه المصادر ان السلطات اليمنية وعدت واشنطن بتقديم العون الاستخباري والمعلوماتي بشأن العناصر الأصولية التي يشتبه في تورطها في عمليات ارهابية ضد مصالح اميركية وغربية وعلاقتها بتنظيم "القاعدة" وجماعة "الجهاد" المصرية. وأشارت الى أن الفريق الأميركي حصل من صنعاء على معلومات مهمة. ويتولى الفريق الذي يقيم الآن في مبنى السفارة الأميركية، التحقيقات في حادث الهجوم على المدمرة "كول" في عدن العام الماضي. وقد استؤنفت التحقيقات المشتركة الاسبوع الماضي في ضوء اتفاق جديد ابرم أخيراً بين الجانبين ويتيح مشاركة أكثر فاعلية للجانب الأميركي في التحقيقات وامكان إحالة ملف القضية الى القضاء اليمني قبل نهاية السنة الجارية. وفي هذا السياق أكدت مصادر مطلعة في صنعاء ل"الحياة" ان الجانب الأميركي يدرس حالياً امكان عقد اتفاق أمني اميركي - يمني يسمح بتعاون واسع النطاق في مجال مكافحة الارهاب، وتأهيل الأجهزة الأمنية اليمنية والوحدات الخاصة لأداء دورها في ملاحقة العناصر الارهابية وجمع المعلومات عن تحركاتها وأنشطتها والحد من قدراتها على التحرك كعناصر أو جماعات بالاضافة الى منح مالية ومساعدات تكنولوجية تقدمها واشنطن. وتابعت المصادر ان التحقيق المشترك في حادث "كول" توصل الى نتائج تسمح بالربط بين عمليتي "كول" وتفجير سفارتي اميركا في افريقيا عام 1998، وبالتالي بوجود علاقة مباشرة لاسامة بن لادن بهاتين العمليتين. وأوضحت المصادر ان هذه النتائج ستتضح أكثر في المراحل المقبلة والنهائية من هذه التحقيقات.