قالت مصادر ديبلوماسية غربية في صنعاء ان اللواء غالب مطهر القمش رئيس جهاز الأمن السياسي الاستخبارات في اليمن سيتوجه قريباً الى الولاياتالمتحدة، على رأس وفد أمني رفيع المستوى، حاملاً اقتراحات يمنية في ضوء ما كانت واشنطن اقترحته على الحكومة اليمنية قبل أسابيع لابرام اتفاق للتعاون الأمني ومكافحة الارهاب بين البلدين. وقالت هذه المصادر ل"الحياة" ان الرئيس علي عبدالله صالح سيبحث مع الرئيس الأميركي جورج بوش في 27 الجاري في امكان التوقيع على اتفاق التعاون الأمني بين البلدين خلال هذه الزيارة. وأشارت المصادر الى أن اللواء القمش سيحمل ملفاً يحتوي على معلومات استخبارية مهمة كانت الحكومة اليمنية وعدت بتقديمها الى واشنطن في اطار تعاونهما في مجال مكافحة الارهاب وملاحقة عناصر يشتبه بعلاقتها مع تنظيم "القاعدة" واسامة بن لادن، بالاضافة الى معلومات عن آخر تطورات التحقيق في حادث الهجوم على المدمرة الاميركية "كول" في ميناء عدن العام الماضي، كما يحمل لائحة بما اتفق الجانبان مبدئياً عليه من مساعدات تقدمها الولاياتالمتحدة للاجهزة الأمنية اليمنية في مجال مكافحة الارهاب. وتعقد الحكومة اليمنية آمالاً عريضة على زيارة الرئيس صالح أواخر هذا الشهر لواشنطن، لتعزيز العلاقات الثنائية التي شهدت تطوراً في السنوات الأخيرة بما يكفل زيادة الدعم الأميركي للاصلاحات الاقتصادية وتوسيع الاستثمارات الأميركية في اليمن والتنسيق الأمني لمكافحة الارهاب، بالاضافة الى تطلعات علي صالح لاقناع الرئيس بوش والادارة الأميركية بخطوات عملية تدعم القضية الفلسطينية والسلام في الشرق الأوسط. اعتقالات... وترحيل معتقلين الى ذلك، تواصل اجهزة الأمن حملة اعتقالات ضد من يشتبه في انتمائهم لجماعة اسلامية متشددة تعرف بالأفغان العرب واعتقلت نحو 24 عنصراً يشتبه في انتمائهم الى تنظيم "القاعدة" وعلى علاقة باسامة بن لادن زعيم التنظيم المتهم بتدبير التفجيرات التي شهدتها الولاياتالمتحدة الأميركية في الحادي عشر من سبتمبر أيلول الماضي، بالاضافة الى نحو 150 شخصاً هم رهن التحقيق تم القبض عليهم منذ التفجيرات الأخيرة في أميركا. وأكدت مصادر مطلعة ل"الحياة" ان اجهزة الأمن اليمنية رحلّت مواطناً اردنياً كانت اعتقلته في حملتها الأخيرة بعد الاشتباه بانتمائه الى "القاعدة" واتضح من خلال التحقيقات معه انه على علاقة بالاستخبارات الأميركية وتحديداً بعملاء في مكتب التحقيقات الفيديرالي اف بي آي وأنه زودهم بمعلومات كاذبة واسماء في قوائم وهمية لمواطنين يمنيين ادعى انهم على علاقة باسامة بن لادن وتنظيم "القاعدة". وقالت هذه المصادر ان مسؤولين في مكتب التحقيقات الفيديرالي طلبوا من السلطات اليمنية الافراج عن المواطن الأردني فتم بالفعل ترحيله الى دولة أخرى قد تكون الولاياتالمتحدة. وأضافت المصادر ان مواطناً يعتقد بأنه يحمل الجنسية الفلسطينية رحّل ايضاً من اليمن وبالتنسيق مع اجهزة استخبارية أميركية. وفي السياق نفسه أفادت المصادر انه تم اطلاق عدد من المشتبه بهم كانوا اعتقلوا في الحملة الأخيرة بعد حوادث 11 أيلول سبتمبر بينهم شخصان افرج عنهما بناء على مطالبة مشائخ القبائل التي ينتمون اليها. وكان المشائخ عقدوا سلسلة تجمعات قبلية مسلحة داخل العاصمة صنعاء لتدارس حملة الاعتقالات التي طاولت عناصر من أبناء القبائل للاشتباه في انتمائهم لتنظيمات متطرفة قريبة من تنظيم "القاعدة" واسامة بن لادن وحذروا السلطات من "عواقب وخيمة" في حال استمرار اعتقال ابنائهم من دون جرم أو تهمة قانونية ضدهم. الى ذلك أكدت مصادر متطابقة في صنعاء استمرار اجهزة الأمن والاستخبارات في ملاحقة واعتقال عشرات من الأشخاص يشتبه في تورطهم في علاقات تنظيمية مع بن لادن أو تيارات اسلامية متشددة قريبة من "القاعدة". وقالت هذه المصادر ان السجون مليئة بالموقوفين، وأن نسبة من يتم الافراج عنهم بعد التأكد من عدم توفر أدلة ضدهم هي قليلة جداً مقارنة مع نسبة من يتم اعتقالهم. وأشارت هذه المصادر الى أن الحكومة غير راضية عن مطالبة زعماء في التجمع اليمني للاصلاح بعرض أي اتفاق أمني مع اميركا على مجلس النواب لإقراره. وقالت إن مسؤولين بارزين في الحكومة أبلغوا قيادات في "الاصلاح" استغرابهم هذه المطالبة واعتبروا انها تعكس مخاوف لدى "الاصلاح" لا مبرر لها، خصوصاً ان الحكومة لم تعقد اتفاقاً رسمياً مع الولاياتالمتحدة وأن الحديث لا يزال يدور حول اقتراحات من هذا القبيل بالاضافة الى ان الحكومة مخولة قانونياً ودستورياً عقد الاتفاقات والمعاهدات مع الدول الأخرى في حدود مصالحها العليا وفي اطار ما تمليه مسؤوليتها القانونية والدستورية والوطنية.