دعت أوساط سياحية من القطاعين الحكومي والخاص إلى إطلاق حملة لترويج الأردن باعتباره "بلد السياحة العائلية"، وذلك في محاولة لاستقطاب السياح الخليجيين. وتندرج هذه الجهود في اطار استقطاب الزوار القادمين من دول مجلس التعاون والذين شكلوا مع السياح اللبنانيين والفلسطينيين، ممن بقوا في أرضهم بعد إعلان دولة إسرائيل عام 1948، ما يزيد على نصف عدد السياح العرب الذين زاروا الأردن خلال الشهور الثمانية الأولى من السنة الجارية. وجاءت المبادرة من "مجلس السياحة الأردني" الذي يضم أعضاء من القطاعين الحكومي والخاص. وقرر المجلس أن من الأجدى أن تتركز الحملة الترويجية على اظهار الأردن باعتباره بلد السياحة العائلية، بعدما عوضت السياحة العربية، والخليجية منها على نحو خاص، التراجع الحاد في عدد السياح الأوروبيين والأميركيين، وهو تراجع بدأ منذ عام حين اندلعت انتفاضة الأقصى، لكنه تفاقم بعد الاعتداءات التي استهدفت مدينتي نيويورك وواشنطن. وجاءت هذه الدعوات في أعقاب الانخفاض الحاد في عدد السياح الأوروبيين والأميركيين الذين زاروا البلاد خلال الفترة المذكورة وارتفاع عدد السياح العرب، والذين مثّل الخليجيون واللبنانيون وفلسطينيو 1948 أكثر من نصف عددهم. وأشارت أرقام وزارة السياحة والآثار إلى أن عدد السياح الأوروبيين انخفض بما نسبته 39 في المئة في حين ارتفع عدد السياح العرب بما نسبته 23 في المئة. ومن هذه النسبة من السياح العرب بلغت نسبة الخليجيين واللبنانيين وفلسطينيي 48 ما يزيد قليلاً على 50 في المئة. ومن المعروف أن السياح من فلسطينيي 48 هم الأكثر إنفاقاً بين جميع فئات السياح العرب. ودعا المجلس إلى التركيز على حاجات السياح العرب والخليجيين في صورة خاصة والذين لا يحبذون عادة الإقامة في الفنادق الفخمة بل يفضلون الشقق المفروشة وأماكن الترفيه العائلي مثل مدن الملاهي والحدائق العامة والأماكن المفتوحة، وهي كلها من سمات السياحة المحافظة. ومن المعروف أن كثيرين من فلسطينيي 1948 يأتون إلى الأردن ليس للسياحة فقط بل ولزيارة أقاربهم في الأردن، أو للقاء أقاربهم من الفلسطينيين ممن غادروا وطنهم بعد إعلان الدولة الإسرائيلية عام 1948 إلى كل من سورية ولبنان، والذين يأتون من هناك للقاء أقاربهم في الأردن الذي يرتبط بمعاهدة سلام مع إسرائيل منذ عام 1994، في حين أنهم ممنوعون من زيارة سورية ولبنان اللذين لم يوقعا مع إسرائيل مثل تلك المعاهدة. وتعود الفكرة الحالية لبعث النشاط السياحي الذي تعرض في الأردن أخيراً إلى ضربات موجعة لا سيما منذ شهر أيلول سبتمبر الماضي، في إطار بحث المسؤولين في قطاع السياحة في المملكة الاردنية عن وسائل جديدة جاذبة للسياح من أنحاء العالم كافة، وتحديد أطر سياحية جديدة يجري التركيز عليها والترويج لها. وفي هذا الإطار بدأ هؤلاء المسؤولون يتحدثون أخيراً عن "السياحة الدينية" وذلك بشقيها الإسلامي والمسيحي، وعن "السياحة الثقافية" و"سياحة المؤتمرات" وسياحة المهرجانات الفنية، في إشارة إلى عدد من هذه المهرجانات التي تقام في الأردن كل عام، وأشهرها مهرجان جرش الذي يقام في الصيف ويستقطب أعداداً كبيرة من السياح الخليجيين.