تطرقت الحلقة السابعة الى تحالف الجماعات الإسلامية الجزائرية المسلحة مع تنظيم "القاعدة" برئاسة اسامة بن لادن وبدء التخطيط للحرب المشتركة ضد الولاياتالمتحدة ومصالحها ومؤسساتها. وتتناول الحلقة الثامنة والأخيرة اعترافات اعضاء في الشبكة امام الأجهزة الأمنية الأميركية بأنها خططت لتفجير مطار لوس انجليس في مناسبة احتفالات نهاية الألفية الثانية في كاليفورنيا. في 14 كانون الأول ديسمبر 1999 اعتقل موظفو الجمارك في بورت انجليس في ولاية واشنطن شمال غرب الجزائري أحمد رسام الملقب ب"نبيل" وأبو رضا بعد العثور على 59 كلغ من المتفجرات تكفي لصنع ما لا يقل عن أربع قنابل شديدة التدمير مخبأة في إطارات سيارة كان استأجرها إضافة إلى أجهزة توقيت. وبعد سلسلة من التحريات والتحقيقات قرر رسام التعاون مع القضاء الأميركي أملاً في تخفيف عقوبة السجن التي يخشى أن تبلغ 130 سنة. وجاء في تفاصيل روايته أن مشروع تفجيرات الألفية كان يهدف أساساً إلى تفجير مطار لوس أنجليس الدولي. أحمد رسام الذي يتحدر من عائلة بسيطة تضم خمسة أفراد إشتغل في السابق في مقهى والده في الجزائر قبل أن يسافر الى كندا حيث أقام في مونتريال عام 1994 كلاجئ غير شرعي. وفي تفاصيل الرواية التي أدلى بها الصيف الماضي أمام المحكمة الفيديرالية في مانهاتن خلال شهادته على جزائري آخر يدعى مختار الهواري قال رسام أنه كان يعتزم، في نهاية كانون الأول 1999، إخفاء متفجرات في حقيبة أو اثنتين على أن يتركهما في مكان ما في مطار لوس أنجليس في شكل لا يثير الانتباه. وأوضح رسام الذي دانته محكمة في لوس أنجليس بتهمة الإرهاب في نيسان الماضي أنه تلقى سنة 1998 تدريباً عسكرياً لمدة ثمانية أشهر في أفغانستان على يد المدعو "أبو زبيدة" في معسكرين ل"القاعدة" في أفغانستان. وجرت تدريبات المرحلة الأولى في "معسكر الخالدين" قبل أن ينتقل إلى معسكر "ودارونتا" حيث تلقى تدريبات متقدمة على الأسلحة الخفيفة وصناعة المتفجرات والاغتيالات وتقنيات تفجير المباني والمنشآت الكبرى في حضور عدد من الناشطين المتدربين يراوح عادة بين 50 و100 شخص بينهم جزائريون وآخرون من جنسيات مختلفة. وكلف خلال ذلك بالعمل مع عدد من الجزائريين بعد لقائهم في كندا. ومع انتهاء فترة التدريب تلقى رسام من "أبو زبيدة" 12 ألف دولار أميركي وتركت له الحرية في اختيار المواقع المناسبة. وكانت عودته إلى كندا من باكستان عبر مطار لوس أنجليس فرصة مناسبة له لدرس إمكان تفجير المطار على غرار التجربة التي حدثت في الجزائر قبل سنوات وأدت إلى مقتل المئات من المدنيين. فأجرى معاينة أولية لوضعية المطار لتحديد كيفية وضع المتفجرات في المكان الذي من شأنه إلحاق أكبر الأضرار، ما دفعه إلى التفكير في وضع بعض البضائع غير المصحوبة لمعرفة رد فعل السلطات الأمنية في المطار. وبرر رسام العمليات التي كانت مقررة ضد المصالح الأميركية بكون غالبية من يزورون المعسكرات خلال السنوات الأخيرة يتلقون تعليمات بقتل الأميركيين طبقاً لفتوى بهذا المعنى أصدرها الشيخ عمر عبدالرحمن الذي يقبع في السجون الأميركية بعد إدانته عام 1995 بالضلوع في التخطيط لتفجير مبنى الأممالمتحدة ومعالم بارزة أخرى في الولاياتالمتحدة. وخلال السنة التالية تفرغ أحمد رسام للتحضير للعملية وبدأ بشراء المواد الأولية وأجهزة التوقيت من فانكوفر. ويعتقد بأن توقيف سلطات الهجرة في لندن في صيف 1999 أحد قادة الخلية الجزائرية غيَّر من طبيعة الخطة، الأمر الذي عزز المخاوف لدى بقية أعضاء "مجموعة رسام"، لذلك لجأ رسام إلى مختار الهواري الذي زوده بثلاثة آلاف دولار، ورخصة قيادة كندية مزوّرة، واسماً مزوّراً، وأمّن له شخصاً يقابله في أميركا في كانون الأول 1999 حيث كان مقرراً أن يتولى تنفيذ العملية وحده. ويتهم الإدعاء الأميركي مختار الهواري 32 سنة بمساعدة رسام في مؤامرة لتفجير حقيبة مفخخة في مطار لوس أنجليس الدولي. ويقول الإدعاء أن الهواري لم يكن يعرف الهدف، لكنه كان يعرف أن رسام في مهمة إرهابية. ويزعم رسام أن الهواري ساعده في الحصول على أوراق تعريف مزورة، وقدّم له أموالاً، ودبّر له شخصاً من نيويورك لمقابلته في سياتل بعد عبوره من كندا ومساعدته خلال وجوده في الولاياتالمتحدة. وقال خلال جلسات المحاكمة الربيع الماضي أن الهواري عرفه الى صديق ساعده في مزج المواد الكيماوية التي تدخل في صنع القنبلة في فندق في فانكوفر ذكرت وسائل إعلام أميركية انه عبدالمجيد دحومان، المعتقل في الجزائر والمطلوب في مؤامرة تفجيرات الألفية. وتابع أن صديقاً آخر ساعده في تحضير الهجوم بتقديمه مساعدة مالية قدرها 3500 دولار، في حين شرح ثالث كيف يتم تحضير جهاز التوقيت داخل الحقيبة المفخخة. واعتقلت الشرطة الهواري، الذي يعيش في مونتريال، في 10 كانون الثاني يناير الماضي. وجرت محاكمته بتهمة "التآمر لتنفيذ عمليات إرهابية على الأراضي الأميركية". وشهد عبدالغني مسكيني، وهو صديق سابق للهواري، بأن الأخير طلب منه أن يذهب إلى سياتل ليقدّم أموالاً ومساعدة لرسام. وبحسب مساعد المدعي الأميركي جوزف أف. بيانكو فإن خطة قتل مئات الأشخاص في المطار تبلورت عام 1998 وأن "الخلية الجزائرية" تلقت تعليمات واضحة في مخيم في أفغانستان وهي أن "الولاياتالمتحدة هي العدو، ومواطنيها ومصالحها حول العالم أهداف ممكنة لهجمات إرهابية". وقال أن الخلية الجزائرية كانت واحدة من خلايا عدة تخطط لهجمات إرهابية تتزامن مع احتفالات الألفية، لافتاً إلى أن أحمد رسام كان يريد أن يشارك في جهاد قتالي في أنحاء عدة تشهد توتراً في العالم. ويعتقد الإدعاء الأميركي أن هذه التفجيرات ربما كانت أكبر عملية إرهاب على الأراضي الأميركية منذ حادثة تفجير مبنى حكومي في مدينة أوكلاهوما في العام 1995 قُتل فيها 168 شخصاً. وتعتقد مصادر قضائية فرنسية أن رسام ينتمي إلى تنظيم "القاعدة". دحومان وقصة المتفجرات وتشير مصادر الخبراء في الشؤون الأمنية الى أن عبدالمجيد دحومان وبعد طول تنكر لدوره في تفجيرات الألفية اعترف اخيراً بمسؤوليته الكاملة في مشروع التفجيرات التي كان مقرراً أن تستهدف الولاياتالمتحدة عشية الاحتفالات بالألفية تحت قيادة رسام. وأضافت ان دحومان كان على صلة وثيقة بمجموعة من ناشطي الجماعات الإسلامية المسلحة في الخارج ومن هؤلاء أحمد رسام و"أبو رضا" الذي أوقف في 14 ايلول سبتمبر 1999 عند الحدود الأميركية الكندية عندما كان متوجهاً إلى سياتل حاملاً معه عبوات متفجرة. وتعتقد جوان أوليفر، محامية الدفاع عن رسام أن أنشطة موكلها الجزائري خطط لها شريك له هو عبدالمجيد دحومان الذي اعتقل في الجزائر. وقالت أوليفر: "عندما لا يقوم دحومان بمرافقته رسام فإنه لا يستطيع فعل أي شيء بصورة صحيحة". ويعتبر دحومان اليد اليمنى لرسام وقد أوقف في 25 آذار الماضي في منطقة عين الحمام في ولاية تيزي وزو منطقة القبائل الكبرى، مئة كيلومتر شرق العاصمة بعد عودته إلى الجزائر إثر رحلة طويلة شملت 12 دولة استقر خلالها لفترات في دولتين هما ألمانيا وأفغانستان. وكانت السلطات الأميركية عرضت خمسة ملايين دولار مكافأة لمن يدلي بمعلومات تفضي إلى اعتقاله. ويشتبه في ان دحومان كان على صلة كذلك بشخص آخر يسمى سهيل ويلقب ب"عبدالمهيمن" وهو من قدامى "الأفغان" ويقيم منذ تشرين الأول اكتوبر 1999 في ألمانيا ويحظى بمكانة مهمة ضمن الحركات المسلحة الجزائرية وخصوصاً وسط "الأفغان الجزائريين" ويعتقد بأنه ظل "الصديق الوفي" لأحمد رسام وأمين سره ولم يقطع اتصالاته معه. وهو كذلك موضوع بحث من جانب السلطات الفرنسية التي تشتبه في كونه عضواً ناشطاً في شبكة قلقال. وتشير المصادر الجزائرية إلى أن سهيل وفر الإقامة لعبدالمجيد دحومان مباشرة بعد وصوله إلى ألمانيا، وكان نقله إلى برلين للقاء لعبسي مصطفى الذي سلمه مبالغ مهمة لتمكينه من الانتقال إلى أفغانستان عبر شبكة "عبدالمهيمن" و"أبو ضحى". وتشير مصادر على صلة بملف تفجيرات الألفية الى أن دحومان لعب دوراً مهماً مع كل من لعبسي مصطفى وسعيد عثماني مغربي الجنسية بعد تعرفه الى مختار الهواري الذي كانت له علاقات مع اللاجئين الجزائريين في الولاياتالمتحدة. وكان مخطط رسام وضع المتفجرات مع تأخير التفجير نحو 24 ساعة كاملة اذ كان مقرراً أن ينتقل إلى لندن عند المدعو "أبو ضحى". وتشير معلومات الخبراء في الشؤون الأمنية إلى أن أحمد رسام كان على صلة وثيقة بالمدعو فاتح كمال وهو من قدامى "الأفغان" وأوقف في الأردن وحوّل الى فرنسا للمحاكمة للاشتباه في مشاركته في التفجيرات التي تمت في فرنسا. واستفاد عبدالمجيد دحومان من مساعدة كل من كفوس رشيد الملقب ب"حيدر" و"أبو ضحى" الذي اعتقل في لندن الشهر الماضي والذي تفيد التقارير بأنه كان على علم بهذه التفجيرات وكانت مهمته تسهيل عمل بوطمين محمد والعيدي عكاشة في معاقل "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" التي يتزعمها حسان حطاب. وتشير مصادر الخبراء في القضايا الأمنية الى أنه جرى تبادل سلسلة من الاتصالات مع كل من م.أ. الهادي الموجود في ألمانيا ومليك نصر الدين الملقب ب"أيوب" الموجود في مالي برفقة مجموعة بلمختار مختار لضمان تكفل بدحومان في الجزائر. وشملت هذه الاتصالات في وقت سابق تنسيق عملية انتقال دحومان في نيسان 2000 إلى الأراضي الأفغانية بهدف تلقي تدريب شبه عسكري في صناعة المتفجرات. وتولى توفير الوثائق الأوروبية لدحومان كرفوح سفيان المقيم في فرانكفورت. ويعتبر سفيان لدى الدوائر المختصة في القضايا الأمنية من بين ناشطي شبكات تزوير الوثائق وبطاقات الهوية، وكان تولى عملية تزوير جواز السفر الذي عاد به دحومان إلى الجزائر من جديد. محمد بن صخرية وتعتقد السلطات الإسبانية أن محمد بن صخرية 34 سنة وهو من بين الجزائريين الذي تلقوا تدريباً عسكرياً في أفغانستان مطلع التسعينات من مساعدي أسامة بن لادن في أوروبا. وكان أوقف في مدينة أليكانت جنوب شرق أسبانيا في 22 حزيران يونيو الماضي بناء على مذكرة توقيف دولية أصدرها القاضي الفرنسي المكلف مكافحة الإرهاب جان لوي بروغيير. ووصف وزير الداخلية الإسباني ماريانو راخوي قائد الوحدة بأنه "من بين أهم المطلوبين الذين تسعى الاستخبارات الغربية إلى اعتقالهم خلال الأشهر الأخيرة". وتذكر مصادر أمنية في الجزائر أن بن صخرية يعد من بين أهم ممثلي "الكتيبة الجزائرية" القريبة من تنظيم "القاعدة" على المستوى الأوروبي في حين تشير تقارير إعلامية فرنسية إلى أن بن صخرية قد يكون أمير "جماعة ملياني" التي تعرف باسم "مجموعة ميلانو" التي اعتقلتها الشرطة الألمانية في عملية مشتركة مع وحدة مكافحة الإرهاب "جي أس جي9" في فرانكفورت في 26 كانون الأول الماضي بتهمة تدبير تفجيرات في مدينة ستراسبورغ الفرنسية. وضبطت الشرطة خلال هذه العملية مواد كيماوية لصنع المتفجرات وشريط فيديو يحتوي على صور لمدينة ستراسبورغ، واستنتجت أن المجموعة الإسلامية كانت تعد لارتكاب أعمال إرهابية في فرنسا. ويعتقد المحقق الإيطالي ستيفانو دامبروزو أن هذه الخلية كانت لها روابط ب40 أو 50 عنصراً موزعين في كل أرجاء أوروبا. وجاء في مذكرة التوقيف التي أصدرها بروغيير أن الشرطة الألمانية اكتشفت، في 25 كانون الأول الماضي في فرانكفورت، شبكة إسلامية اعتقلت بعض أعضائها وهما عراقيان وجزائري فيما تمكن اثنان آخران أحدهما بن صخرية من الفرار. وتشير المذكرة الى انه عُثر على بصمات بن صخرية في الشقة التي فتشتها الشرطة في فرانكفورت، وان الشرطة تشتبه في انه أقام سراً في ستراسبورغ في أيار مايو 2000 كما اشتبهت في انه اختبأ في أليكانت في إسبانيا في انتظار أن يزوده أحد أعضاء الشبكة الآتي من فرنسا وثائق هوية مزورة بحسب ما جاء في مذكرة الاتهام. فاتح كامل كما تورد التقارير الأمنية اسم الجزائري فاتح كامل وهو أحد ناشطي الجماعة الجزائرية ويحمل الجنسية الكندية وتولى قيادة شبكة تمتد من تركيا إلى كندا وتزور جوازات سفر ووثائق أخرى لعدد من الناشطين في الجماعات المسلحة. وتفيد تقارير متطابقة أن فاتح كامل يشترك مع رسام في الانتساب إلى المجموعة نفسها كتيبة الجزائريين وهو تلقى تدريباً في أفغانستان وله صلات مع تنظيم "القاعدة". وأبعد من الأردن في آذار 2000 بطلب من القضاء الفرنسي. وهو حالياً في سجن فرنسي بعدما صدر في حقه في 6 نيسان الماضي حكم بالسجن ثماني سنوات أثناء محاكمته مع 21 شخصاً من أفراد "مجموعة روبيه" المدينة الواقعة شمال فرنسا والتي كانت أول مأوى لعناصر "الجماعة الجزائرية" في فرنسا وظلت كذلك إلى حين وقوع المعركة العنيفة فيها وتم خلالها تبادل النار بكثافة بين عناصر المجموعة وشرطة محاربة الإرهاب في آذار 1997. وقتل في تلك المواجهة أربعة عناصر من المجموعة فيما فرت البقية إلى البوسنة حيث تلقوا تدريبات مكثفة. الشبكات النائمة... ويشتغل فاتح كامل مع عدد من ناشطي "الجماعة" مثل الجزائري كمال داودي 27 عاماً الذي اعترف للمحققين بأنه قام برحلات عدة إلى بريطانيا وأفغانستان، وانه يعرف جمال بقال. وكان داودي فر من الأمن الفرنسي في ضاحية باريسية واعتقلته الشرطة البريطانية في 25 أيلول الماضي في منطقة ليستر وسط أنكلترا. وأنكر داودي أمام المحققين أن يكون شارك في الإعداد لاعتداء ضد الأميركيين في فرنسا. وتقول معلومات صحافية أن داودي وهو خبير في الإعلام الآلي ربما يكون لعب دوراً في تأمين الاتصالات بين أعضاء مجموعة جمال بقال عبر الإنترنت. وفي نهاية شهر ايلول الماضي اعتقلت السلطات الأمنية في إسبانيا أهم قاعدة خلفية ل"الجماعة السلفية للدعوة والقتال" الجزائرية التي يتزعمها حسان حطاب، وتضم ستة أعضاء رئيسيين هم: محمد بوعلام خنوني الملقّب ب"عبدالله" ومحمد بلعزيز وياسين صديقي وحكيم زرزور ومجيد صحوان وحسين خوني. أما البقية فكانوا يقدّمون لهم الدعم ويتركز نشاط المجموعة في كل من محافظات ألمريا ويلفا جنوب البلاد ومورثيا وفالنثيا شرق ونافارو شمال. وتفيد تقارير في الجزائر بأن هذه الشبكة التي لها صلة ببقية شبكات الجماعة في أوروبا، لا سيما في بريطانيا وألمانيا تنسق مع أوساط قريبة من بن لادن في إطار سلسلة من التفجيرات التي تقررت ضد المصالح الأميركية في العالم. وفي هذا الإطار تشير تقارير في إسبانيا إلى أن أحد ناشطي "الجماعة" كان يحضّر لتنفيذ عملية انتحارية ضد السفارة الأميركية في باريس، وانه كتب في هذا الشأن رسالة اعتذار إلى أمه. ويزعم رئيس الشرطة الإسبانية خوان كوتينو أن أعضاء قياديين في تنظيم أسامة بن لادن زاروا إسبانيا السنة الجارية والتقوا الناشطين الجزائريين ويعتقد بأن الهدف كان شن هجمات على مصالح أميركية في أوروبا. كما يعتقد بأن الشبكة تضم عشرات الجزائريين وكانت تحضر لعمليات انتحارية ضد بعض المصالح الأميركية في أوروبا. وعثر في منازل بعض الموقوفين على مستندات وجوازات تعود إلى جنسيات مختلفة وكلها مزوّرة إضافة إلى أجهزة كومبيوتر وبرامج حديثة بإمكانها تزوير بطاقات سفر إلى الجزائر وفرنسا وأجهزة فيديو ومعلومات عن أجهزة المراقبة الليلية فضلاً عن تزوير بطاقات ائتمان. وفصل القضاء الفرنسي قبل أسبوع في إعادة محاكمة سعيد عثماني 34 سنة، مغربي. وتعتقد تقارير أمنية غربية بأن سعيد عثماني كان على صلة مع أحمد رسام، وزهير شولاح 28 سنة، جزائري من منطقة عنابة اللذين اعتقلا في البوسنة مطلع الصيف الماضي ورحلا إلى فرنسا التي ينص قانونها على إعادة محاكمتهما. وكانت محكمة فرنسية دانتهما غيابياً في نيسان الماضي لدورهما في شبكة تمتد من تركيا إلى كندا تزود عناصر الجماعات المسلحة جوازات مزورة ووثائق أخرى. والجزائري زهير شولاح من مواليد 13 ايلول 1979 في عنابة وهو تقني في مجال الإعلام الآلي، متزوج وله ثلاثة أبناء، وكان انخرط في "الجبهة الإسلامية للإنقاذ" المحظورة عام 1991 قبل أن يسافر إلى رومانيا مباشرة بعد الاعتصامات التي نظمتها الجبهة ومنها انتقل إلى ماليزيا وبعدها الى الصين ثم تركيا ومنها إلى السعودية حين حصل على شهادة البكالوريا وانتقل بعدها إلى البوسنة وتزوج في 30 تموز 1994 من كابيسيجا ماغريما من أصل مغربي وهي من مواليد 21 حزيران 1974 البوسنة. واستقر هناك وحصل على الجنسية في ما بعد. ويعتقد بأنه كان ينشط ضمن مجموعة "عرب البوسنة" الخاصة بالدعم والإسناد للجماعات الإسلامية المسلحة في الجزائر ومصر وفرنسا وفي حزيران 2000 استلم الأمن الفرنسي من الفيليبين أحد ناشطي الجماعات الجزائرية الذي يحمل الجنسية الفرنسية ويدعى عبدالسلام بولنوار الذي يعتقد بأنه كان ينتمي إلى شبكة كانت تعتزم ضرب المصالح الفرنسية في أوروبا. وتفيد شهادات مصادر أمنية بأن عبدالسلام بولنوار أقام في معسكرات جماعة أبو سياف وكان من بين أهدافه ضرب المصالح الأميركية في أوروبا التي كان مقرراً أن ينتقل إليها لاحقاً. وهناك عدد آخر في دول عدة لا يزالون ينتظرون "الأوامر" للالتحاق مجدداً بكل جبهة من شأنها أن تخدم "الجهاد" في الجزائر أو في أي مكان ومن هؤلاء من يقيم حالياً في ماليزيا وعدد كبير، بحسب تقارير جزائرية، أو في تركيا والبوسنة واليمن وحتى في الشيشان. دروس التجربة الجزائرية يعتقد فريق من المراقبين المتابعين للقضايا الأمنية في الجزائر بأن "الأفغان الجزائريين" كانوا سلاحاً مزدوجاً خلال المواجهات الدموية التي عرفتها الجزائر خلال السنوات الماضية "فكما قاموا بدور حاسم في إعطاء الطابع العسكري للعمليات التي كانت تشنها الأوساط القريبة من "الإنقاذ" ضد قوات الأمن فإنها كانت في مستوى آخر عاملاً سلبياً إذ غذى وجودهم حرب الزعامة بين الجماعات الإسلامية المسلحة. ويعتقد خبير في الشؤون الأمنية أن الجيش الجزائري يعمل منذ سنتين على "استئصال" الجماعات الإسلامية المسلحة "نحن في مرحلة العملية الجراحية فالعدو محدد ومعروف بقوائمه وأسمائه وإمكاناته واتصالاته". لكنه أسف لمواقف الحكومات الغربية في تعاملها مع الوضع "لقد تعرضت الجزائر منذ بروز الظاهرة الإرهابية إلى ما يشبه الحصار العسكري غير المعلن". ويعتقد المتحدث بأن الدول الغربية "تفننت في التلاعب بالجماعات الإسلامية وتوظيفها لحسابات تكتيكية ولكن ليس في إمكانها اليوم مواجهة تهديدات هذه الظاهرة ونحن نشعر أننا الأكثر مناعة لأننا دفعنا طوال السنوات العشر الماضية فاتورة الدم بأكثر من مئة ألف قتيل".