قال مصدر قريب الى القاضي جان لوي بروغيير الذي يتولى ملف الارهاب في فرنسا، ان المعتقل الفرنسي الجزائري الأصل جمال بقال تلقى أوامره من "أبو زبيدة" الذي يعتبر "الذراع اليمنى" لأسامة بن لادن. وذكر ان التحقيقات التي أخضع لها في باريس تمت بحضور المحامي المكلف الدفاع عنه فابريس دوبيست وأن ما أدلى به من معلومات للمحققين تم بموافقته وموافقة المحامي وفقاً للاجراءات القضائية الفرنسية. وأضاف المصدر ان سلطات دولة الامارات العربية التي كانت اعتقلت بقال في تموز يوليو الماضي، تجاوبت مع المحققين الفرنسيين وتعاونت معهم تعاوناً كاملاً. وقال ان بقال جُمع أثناء اعتقاله في الامارات بشخص يحمل درجة دكتوراه في العلوم الدينية، واستطاع الأخير ان يحصل منه على معلومات مفادها ان ابن لادن هو الذي اعطى مباشرة أمر التخطيط لتفجير مقر السفارة الأميركية في باريس. وروى المصدر كيف توصل بروغيير الى الوصول الى بقال واسترداده. فقال ان القاضي المكلف ملف الارهاب كان يعمل منذ سنوات على التحقيق في فرنسا وأوروبا واميركا مع معتقلين ينتمون الى منظمة "القاعدة". وأشار الى أن أهم الاعتقالات التي حصلت في هذا الاطار تمثلت باعتقال الجزائري احمد رسام في الولاياتالمتحدة، أثناء توجهه من كندا الى ولاية واشنطن في كانون الأول ديسمبر 1999 وعثر في صندوق سيارته على متفجرات. وتابع ان رسام اقر في حينه بأن المتفجرات كان يفترض ان تستخدم في اعتداء في مطار لوس انجليس خلال احتفالات الألفية. وأكد المصدر ان رسام، الذي كان بروغيير توجه الى الولاياتالمتحدة للادلاء بما يعرف عنه، ينتمي ايضاً الى "القاعدة". ودانت محكمة أميركية رسام العام الماضي بمؤامرة تفجير مطار لوس انجليس. وهو يتعاون الآن مع المحققين ضد رفاقه. وقال المصدر ان قضية رسام ساهمت في تسريع التحقيقات الفرنسية حول الشبكات المرتبطة بالأصوليين المتطرفين من أعضاء تيار "الجهاد" والذين لديهم "قواعد" في كندا، اضافة الى "امتدادات" في استراليا وسورية وماليزيا والفيليبين. وذكر ان هذه الشبكة تولى ادارتها فتحي كامل وهو جزائري هاجر الى كندا، واعتقل في الأردن لدى عودته من الحج وسلم الى فرنسا. وذكر ان لأفراد هذه المجموعة صلات بمنظمة "القاعدة" وان بروغيير نفسه كان حذر الكنديين من خططهم. وقال انه كانت لدى بروغيير معلومات تفيد ان بقال مسؤول عن شبكة في أوروبا ويعمل بناء لأوامر "أبو زبيدة" المسؤول في تنظيم أسامة بن لادن. وأضاف ان استجواب بروغيير لبقال استمر 11 ساعة. وقال ان بقال كان معه عندما اعتقل في الامارات هاتف نقال وأرقام هاتف ومعلومات رفض المصدر كشفها في الوقت الحاضر. لكنه أكد ان اعتقال بقال ساهم في فتح الطريق أمام تفكيك شبكة تابعة لابن لادن. لكنه قال انه ليست هناك أدلة على العلاقة بين الاعداد لعمليات في فرنسا وأوروبا وما حصل في نيويوركوواشنطن الطائرات المخطوفة، وان السلطات الأميركية مهتمة جداً بالتحقيق الفرنسي حول شبكة ابن لادن. وتابع انه يبدو ان هناك في افغانستان معسكراً خاصاً لتدريب منفذي العمليات الانتحارية. وذكر ان المعتقل التونسي في بلجيكا نزار طرابلسي كان سيتولى تنفيذ عملية انتحارية وأنه معروف منذ ثلاث سنوات من قبل بروغيير بحكم متابعة الأخير اعضاء الشبكات الاسلامية. وأشار المصدر الى انه كانت لبقال في السابق علاقات بالاسلاميين الجزائريين لكنه قطعها واقترب من "الجهاد"، ومن أحد المسؤولين الاسلاميين الناشطين في لندن ويدعى "ابو قتادة". واعتبر المصدر ان بريطانيا ما زالت معقلاً لهذه الشبكات، وان الأراضي البريطانية تشكل قاعدة خلفية لمنظمة "القاعدة". وذكر ان التحقيق مع بقال يقتصر على الشبكات الناشطة في أوروبا، خصوصاً أنه كانت لدى الاجهزة المعنية معلومات عن استعدادات لتنفيذ اعتداءات. وأشار الى انه من المحتمل أن يكون بقال سعى الى تفجير مقر السفارة الأميركية في باريس، وهذا ما قاله للمحققين في الامارات، لكن هذا الأمر لا يزال بحاجة الى توضيح بالنسبة للمحققين الفرنسيين. وردد بقال في أقواله الى قاضي التحقيق اسم "أبو قتادة" قائلاً انه التقاه خلال اقامته في العاصمة البريطانية. وكان "أبو قتادة" اعتقل في بريطانيا في شباط فبراير 2001 واطلق من دون توجيه اتهامات اليه. لكن توقيفه جاء بعد تهديدات باعتداءات في ستراسبورغ تنفذها مجموعة اسلامية تتخذ من فرانكفورت مقراً لها. وكانت السلطات الألمانية فككت هذه المجموعة في كانون الأول ديسمبر 2000. وكان محامي بقال، فابريس دوبيست رويترز، قال أول من أمس للتلفزيون الفرنسي ان موكله تراجع في افادته للمحققين الفرنسيين عن الكثير من اعترافاته في الامارات. وقال خصوصاً ان بقال نفى ان يكون تلقى أمراً من أحد بالتحضير أو تنفيذ عمليات ارهابية. ومثل أمس امام القضاء الشاب الفرنسي كمال داودي 27 عاماً الذي رُحّل الاسبوع الماضي من بريطانيا. ويريد المحققون الفرنسيون معرفة ما إذا كان له أي دور في خطة تفجير سفارة اميركا في باريس. وتقول تقارير صحافية ان داودي خبير في الانترنت أمّن اتصالات "آمنة" بين اعضاء مجموعة جمال بقال.