أكدت مصادر ديبلوماسية ل"الحياة" في إسلام آباد وجود اتصالات بين الادارة الاميركية وحركة "طالبان" بهدف تبديد مخاوف واشنطن من تعرض مصالحها لهجمات من جانب مؤيدي أسامة بن لادن. وأوضحت المصادر أن الرسالة التي سلمها المسؤولون الأميركيون في الثالث عشر من الشهر الجاري الى قيادة الحركة، تضمنت تحذيراً من قيام ابن لادن بضرب المصالح الأميركية وتهديداً بالرد على ذلك بقوة. من جهة اخرى، ابلغ عرب قادمون من افغانستان "الحياة" ان الشاب الاردني "ابو المبتسم" الذي اعتقلته "طالبان" الشهر الماضي بتهمة التجسس على ابن لادن، اعدم مع شاب خليجي اول من امس، علماً ان زوجة الاردني ناشدت "طالبان" في رسالة العفو عنه، معترفة بأنه كان يعمل لمصلحة اجهزة استخبارات. وفي اطار حمّى المطاردات العالمية ضد من يشتبه بعلاقاتهم مع ابن لادن، اوقفت السلطات في الولاياتالمتحدة مواطنة اميركية كانت تحاول ادخال جزائري بطريقة غير شرعية الى البلاد عبر الحدود مع كندا. واحيل الاثنان الى القضاء. ولم يعرف هل ان للمعتقلين علاقة بالشاب الجزائري احمد رسام الذي اعتقله الاميركيون بعد عبوره من كندا الاسبوع الماضي واتهموه بالانتماء الى شبكة ارهابية تخوفوا من انها تعد لتفجيرات في الاراضي الاميركية في احتفالات الالفية. وكانت السلطات الكندية اشارت الى شركاء لرسام كما كشفت امس معلومات مفادها ان رسام حصل على جواز كندي بوثائق مزورة واعطت تفاصيل عن تحركاته في كندا. وشنت أمس قوات الأمن الباكستانية حملة مطاردات عنيفة لعمال أفغان عاديين يقومون بنقل بعض المواد المهربة من منطقة حرة باكستانية إلى مدينة بيشاور. وشملت الاعتقالات مئات من العمال. وكانت إسلام آباد اعلنت قبل يومين عن اعتقال أكثر من مئتي أفغاني وباكستاني "يسعون إلى التحضير لعلميات إرهابية ضد مصالح أميركية بالتنسيق مع ابن لادن". غير أن واشنطن رأت أن لا علاقة للاعتقالات بموضوع ابن لادن . المتهم الجزائري وكشف مسؤولون في وزارة الهجرة الكندية تفاصيل عن أحمد رسام المتهم بمحاولة ادخال مواد متفجرة الى الولاياتالمتحدة، أهمها، الاعتراف بأن جواز السفر الكندي الذي كان يحمله لم يكن مزوراً ولكنه حصل عليه بتقديم شهادة ميلاد مزورة من الكنيسة الكاثوليكية في مقاطعة كيبك، باسم "بيني نوريس". وقال مسؤول في مكتب الهجرة والجوازات في مونتريال ان المتهم حصل على جواز السفر في شباط فبراير الماضي بعد خمس سنوات من دخول الأراضي الكندية من الولاياتالمتحدة وطلبه الحصول على حق اللجوء السياسي في كندا بحجة تعرضه للتعذيب في بلده الأصلي الجزائر. وأوضح المسؤول ان رسام وصل الى مونتريال في 1994 حاملاً جواز سفر فرنسياً باسم "طاهر مجدي" ولكنه اعترف في الطلب الذي تقدم به للحصول على اللجوء بأن اسمه الحقيقي هو احمد رسام وقال انه غادر الجزائر في 20 كانون الأول ديسمبر 1993 الى المغرب ومنها الى اسبانيا ثم فرنسا. وطبقاً لوثائق طلب اللجوء، قال رسام للمحققين الكنديين انه تعرض للتعذيب والضرب على يد الشرطة الجزائرية التي وجهت اليه تهمة الانتماء الى الجماعة الاسلامية المسلحة في الجزائر. وسجن مدة 15 شهراً من دون محاكمة. وسافر فور اطلاق سراحه. ولم يواظب رسام على حضور جلسات الاستماع الخاصة بالنظر في طلب الجوء ما حدا بالسلطات الكندية لإصدار قرار بإبعاده عن البلاد في حزيران يونيو سنة 1995 ، ثم احتجز أواخر العام المذكور بسبب عدم تقيده بقرار الإبعاد، إلا انه لم يبعد أو يسجن بل سمح له بالبقاء في كندا فيما كان محاميه يعد للاستئناف. ولكن قراراً ثانياً بالإبعاد صدر في شباط فبراير الماضي وهو الشهر الذي حصل فيه على جواز سفر كندي بموجب شهادة ميلاد مزورة. وقالت مصادر أمنية ان رسام اتهم بسرقة كومبيوتر محمول من سيارة احدى السيدات في مونتريال في حزيران يونيو الماضي. وأفادت المصادر ان رسام غادر كندا في وقت لاحق من شهر شباط الماضي بالجواز الكندي وعاد عن طريق مطار لوس انجليس في رحلة جوية قادمة من كوريا الجنوبية. ولم تعرف تفاصيل اخرى عن تنقلاته خارج كندا الى حين محاولته دخول الولاياتالمتحدة واعتقاله الاسبوع الماضي.