يتوقع ان يتبنى مجلس الامن مشروع قرار على اساس الاتفاق الاميركي الروسي على حل وسط للقضية العراقية، وتواصلت ردود الفعل الدولية على تهديدات الرئيس جورج بوش بضرب العراق اذا اصر على رفض السماح لمفتشي الاسلحة الدوليين بالعودة. فحذر المستشار الالماني غيرهارد شرودر من توسيع الحرب الى الشرق الاوسط، وقال وزير خارجيته يوشكا فيشر ان الاتحاد الاوروبي يشكّك بهذا الاحتمال، واعرب رئيس الوزراء البريطاني عن تأييده التام لتصريحات بوش لكنه اكد ان العمل ضد الارهاب يحتاج "الى التنسيق والدراسة المعمّقة". واعربت اليابان عن تحفظها عن ذلك واعلنت فرنسا ان الهجوم العسكري على العراق "ليس ضرورياً" لكن تركيا ابدت استعدادها لتأييده "اذا تغيّرت الظروف والشروط" راجع ص 5 وصيغ الاتفاق الاميركي الروسي على حل وسط في صيغة مشروع قرار ينوي مجلس الامن تبنيه اليوم مما يطلق مجدداً قاعدة الاجماع وتوحيد المواقف بين اعضائه. والتزمت روسيا بموجب الاتفاق تبني "قائمة البضائع" ذات الاستخدام المزدوج في غضون ستة شهور، قبل انتهاء المرحلة الحادية عشرة لبرنامج "النفط للغذاء" فيما وافقت الولاياتالمتحدة بالمقابل على الالتزام بتسوية "شاملة" للملف العراقي على اساس قرارات مجلس الامن "بما في ذلك الايضاحات الضرورية لتنفيذ القرار 1284" الذي ينص على ظروف وشروط تعليق، ثم رفع العقوبات بالترابط مع عودة المفتشين والرقابة البعيدة المدى على الاسلحة. وقالت مصادر بريطانية مطلعة على المفاوضات الاميركية الروسية ان الالتزام الروسي بتبني "قائمة البضائع" المنقحة التي تدرج الممنوع على العراق استيراده، ورد ليس في الفقرة الثانية من مشروع القرار فحسب بل "جاء الالتزام ايضاً على المستوى السياسي". ونقلت المصادر عن السفير الروسي سيرغي لافروف قوله في جلسة مغلقة لسفراء الدول الخمس دائمة العضوية ان روسيا لن تعرقل تبني تلك القائمة مجدداً، وتوافق على تبنيها قبل الاول من حزيران يونيو المقبل. وقالت المصادر ان "الالتزام الروسي فائق الاهمية" اذ انه سيشكل تراجعاً عن المواقف السابقة. ولفتت المصادر الروسية من جهتها الى اهمية موافقة الولاياتالمتحدة وبريطانيا على المنهج "الشمولي" لتناول الملف العراقي لا سيما الموافقة على العمل ل"ايضاح" الغموض في القرار 1284 وآلية تنفيذه. وقالت المصادر البريطانية ان المفاوضات الاميركية الروسية لم تكن مطولة ولا معقدة "وبدا ان كلاهما اراد الوصول الى صيغة مقبولة". ونص مشروع القرار على تمديد برنامج "النفط للغذاء" لمدة 180 يوماً حتى 1 حزيران، وعلى تبني "قائمة البضائع" بعد اتفاق المجلس على تفاصيلها، بدءاً من التاريخ نفسه. كما نص على "تسوية شاملة على اساس قرارات المجلس" بما في ذلك الايضاحات الضرورية للقرار 1284. وبدأ المبعوث الروسي نيكولاي كارتوزوف امس سلسلة محادثات مع مسؤولين عراقيين حول آفاق التعاون الثنائي والعلاقة بين بغداد ومجلس الامن. وافادت وكالة الانباء العراقية ان كارتوزوف ناقش مع نائب رئيس الجمهورية طه ياسين رمضان "الاوضاع في المنطقة والمواضيع المتعلقة بالعراق في مجلس الامن والعلاقات الثنائية بين العراقوروسيا وسبل الارتقاء بها في المجالات كافة بما يخدم المصالح المشتركة". كما ناقش مع وزير الخارجية ناجي صبري "علاقات الصداقة والتعاون بين روسياوالعراق وسبل تطويرها في مختلف المجالات بما يخدم مصالح البلدين الصديقين والعلاقة بين العراق ومجلس الامن".