يصل وزير الخارجية السوري فاروق الشرع الى بيروت غداً، حاملاً رسالة من الرئيس بشار الأسد الى نظيره اللبناني اميل لحود، تتعلق بآخر التطورات في المنطقة والوضع في افغانستان وتداعيات الحرب الأميركية على الإرهاب. وتفيد معلومات "الحياة"، ان لحود سيلتقي الشرع في حضور رئيسي المجلس النيابي نبيه بري والحكومة رفيق الحريري ووزير الخارجية محمود حمود. وستركز محادثات الشرع في بعبدا على النقاط الآتية: - تقويم عام للوضع في المنطقة من خلال اجراء قراءة أولية مشتركة للمبادرة التي أطلقها وزير الخارجية الأميركي كولن باول لإعادة تحريك العملية السلمية. وينتظر التوصل الى رؤية مشتركة تمهد الطريق امام اعلان موقف رسمي لبناني من المبادرة، سيتزامن مع وصول الموفدين الأميركيين الى المنطقة. - استعراض نتائج الاتصالات بين بيروت ودمشق من جهة، وبين الولاياتالمتحدة والمجموعة الأوروبية من جهة اخرى، التي ركزت على استقراء طبيعة المرحلة الثانية من الحرب على الإرهاب التي ستبدأ فور انتهاء واشنطن من حربها على أفغانستان. - الموقف اللبناني - السوري المشترك في ما يتعلق بالجوابين اللذين يعدهما البلدان على القرار 1373 المتعلق بمكافحة الإرهاب، واللذين يفترض تسليمهما الى الأممالمتحدة قبل نهاية الشهر المقبل. وفي هذا السياق، ابدت مصادر رسمية لبنانية ارتياحها الى استمرار التنسيق اللبناني - السوري، وقالت ل"الحياة" إن لبنان لا يبدي قلقاً في موضوع الرد الذي يعده على القرار 1373 وعلى طلب أميركا تجميد أرصدة "حزب الله" في المصارف. وعزت السبب الى أن لبنان "ليس متروكاً لوحده ما دام الاتحاد الأوروبي يبدي تفهماً لموقفه الداعي الى التمييز بين المقاومة والإرهاب، اضافة الى التضامن الذي عبّرت عنه الدول العربية في اتصالاتها مع الإدارة الأميركية". وقالت إن الاستعداد اللبناني لإعداد الجواب عن القرار 1373 يترافق هذه المرة مع تراجع الضغوط الأميركية على لبنان، في مقابل وجود استعداد دولي لتفهم وجهة نظره، مما يفسر انحسار وطأة القرار تدريجاً. وأبدت المصادر الرسمية ارتياحها الى وحدة الموقف اللبناني على المستويين الرسمي والشعبي "بما يحول دون الإفساح في المجال امام واشنطن للعب على التناقضات"، معتبرة ان كلام الأمين العام ل"حزب الله" حسن نصرالله على عدم وجود فرع أمني للحزب في الخارج يدعّم الرد اللبناني على واشنطن، ويعزز المرافعة السورية - اللبنانية - الإيرانية في مواجهة الأميركيين. ولفت الى أهمية تأكيد الرئيس الإيراني محمد خاتمي عدم وجود عماد مغنية - وهو واحد من ثلاثة تلاحقهم واشنطن وتطلب تسليمهم - على الأراضي الإيرانية. واستبعدت المصادر الدخول في مواجهة مع واشنطن، وقالت إن حال القلق تتراجع وأن الجانب الأميركي يبدي تفهماً لما سمعه من كبار المسؤولين اللبنانيين، على رغم اصراره على موقفه "من باب تسجيل موقف يأتي استجابة لضغط الرأي العام في الولاياتالمتحدة". رأس المقاومة الى ذلك، رأى نائب الأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم ان "الإدارة الأميركية لا تستطيع ان تكرر تجربة العدوان على افغانستان في اماكن اخرى، خصوصاً منطقتنا لأن فيها تعقيدات وظروفاً مختلفة وأولويات في مقدمها قضية فلسطين". وقال في إفطار في قصرنبا البقاعية ان "لا داعي للخوف مما تدعيه الإدارة طالما نحن متماسكون ومتحدون". واعتبر رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد ان إدراج المقاومة على لائحة الإرهاب وطلب تجميد ارصدتها "ليسا إلا تلبية لرغبة صهيونية جامحة من اجل وضع سيف التهديد فوق رأس المقاومة لترفع سيفها عن الاحتلال في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا". وقال في إفطار في عين قانا: "نحن اقوياء بحكمة المقاومة وتماسك وحدة شعبنا الوطنية وتكاتف الشعوب العربية والإسلامية حولها، وهذا ما يحول دون قيام اميركا بتشكيل تحالف دولي يغطي عدوانه علينا كما فعلت بالشعب الأفغاني". ورأى الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني فاروق دحروج ان "بعض اهداف الحملة الأميركية يطاول بلاداً قليلها معلن وكثيرها مقبل لا محالة". وتساءل "هل يتخذ اولياء الأمور ما يلزم لمواجهة العاصفة التي لن تقتصر على أفغانستان وبن لادن"؟ وزاد: "أليس من المثير للتساؤل الركون الى التطمينات فيما يبلغ مسؤولو الولاياتالمتحدة المسؤولين اللائحة تلو اللائحة والشروط تلو الشروط"؟ "تقييد" تحركات باتل وطالب نائب رئيس التنظيم الشعبي الناصري اسامة سعد، الحكومة ب"اتخاذ اجراء يحد تحركات السفير الأميركي فنسنت باتل، ويحصر نشاطه في اطار الشأن الديبلوماسي مثل بقية السفراء". وقال: "آن الأوان لهذا السفير ان يكف عن التصرف وكأنه مندوب سام على لبنان".