"أثار" السفير الأميركي في بيروت فنسنت باتل لائحة "المطلوبين الارهابيين" ال22 التي كان اعلنها الرئيس الأميركي جورج بوش، وتضم اسماء ثلاثة لبنانيين من "حزب الله"، مع وزير الخارجية اللبناني محمود حمود، اثناء اجتماعه معه، بعد ظهر أمس، لكنه لم يتقدم باللائحة خطياً، وفي شكل رسمي من الجانب اللبناني أو يطرح اي مطلب محدد في شأن هؤلاء. وترك ذلك انطباعاً لدى الديبلوماسية اللبنانية بأن الجانب الأميركي ما زال يركز "الآن" على ملاحقة تنظيم "القاعدة" وأسامة بن لادن، من دون ان يعني انه أسقط اسماء اللبنانيين الذين تشملهم اللائحة وتضم الناشطين في "حزب الله" عماد مغنية، حسن عز الدين وعلي عطوي. راجع ص 7 وعلى رغم ان الصحافيين ترجموا تصريح باتل على انه قال: "قدمت اللائحة التي تقلقني..." في رده على الأسئلة، إلا ان السفير استخدم بالانكليزية تعبير I Raised الذي يمكن ترجمته بكلمة "أثرت"، باعتبار ان المعلومات أكدت انه لم "يقدم" شيئاً. وأكدت مصادر مطلعة ل"الحياة" ان باتل تحدث مع الوزير حمود عن اللائحة التي اشار الى ان هذه اللائحة "باتت معروفة كما أعلنها الرئيس بوش وتضم اسماء لبنانيين تعرفونها"، وتوقف في حديثه عند هذا الحد. وذكرت المصادر ان باتل طرح الموضوع لكنه لم يسلم أي نص خطي لا باللائحة أو بأي شيء آخر، والانطباع هو انه لم يأت من اجل اللائحة فقط حيث تناول الوضع في أفغانستان...". وأشار باتل في حديثه عن اللائحة الى ان عدداً من الأسماء التي فيها يقارب النصف "ليسوا من الشرق الأوسط". وكانت زيارة باتل لحمود تركت انطباعاً بأنه حضر لابلاغ لبنان رسمياً باللائحة، خصوصاً انه أشار رداً على اسئلة الصحافيين انه يدرك انه ليس هناك اجراء سهل لاسترداد المطلوبين بين اميركا ولبنان، مبدياً تفهمه للقانون اللبناني في مجال استرداد المدنيين اللبنانيين حيث لا يستردون الى بلد آخر". الا أن الاجواء التي توفرت ل"الحياة"، أفادت ان الأمر بقي في حدود الاشارة الشفوية الى ما صدر عن بوش، هذا فضلاً عن ان الوزير حمود أكد في تصريحه بعد الاجتماع زهاء أربع مرات عبارة ان السفير الأميركي لم يقدم أي شيء طلب وأوضح انه "لم تردنا أي برقية قانونية ونحن نتعامل مع الموضوع على أساس قانوني". وقال ان اسماء اللبنانيين وردت أثناء الحديث عن بعض الأسماء ليس فقط في لبنان. لكن مصادر مطلعة دعت الى ترقب ما اذا كانت السفارة الاميركية ستسلم اللائحة، أو تتقدم بطلب محدد الى جهات أخرى في الدولة اللبنانية مثل القضاء أو أجهزة الأمن التي تنسق معها منذ 11 أيلول سبتمبر الماضي. يذكر ان لا اتفاقية لتبادل المطلوبين بين بيروت وواشنطن، فضلاً عن أن لبنان كان طلب منذ أعوام عدة تسليمه كل من رجل الأعمال روجيه تمرز المطلوب في دعاوى مالية، ومسؤول الأمن في "القوات اللبنانية" المحظورة غسان توما لصدور احكام ضده في اغتيال الرئيس رشيد كرامي وداني شمعون ومحاولات اغتيال لعدد من المسؤولين.