تترقب اسرائيل باهتمام بالغ ما سيقوله وزير الخارجية الاميركي كولن باول غداً في خطابه عن النزاع الفلسطيني - الاسرائيلي ورؤية الولاياتالمتحدة للحلول الممكنة. وحفلت صحف نهاية الاسبوع باجتهادات عدد من السياسيين والصحافيين. وفي مقابل تأكيد غالبية صناع القرار في الدولة العبرية ان الخطاب "لن يتضمن مفاجآت"، اتجهت توقعات المحللين السياسيين الى قرار الادارة الاميركية لعب دور أكثر فاعلية يؤكد توجهاً جديداً اشار اليه الرئيس جورج بوش في خطابه أمام الجمعية العامة للامم المتحدة الاسبوع الماضي. ونقلت الاذاعة العبرية امس عن مصادر قريبة من رئيس الحكومة أرييل شارون انه ينتظر ان تبعث اليه الولاياتالمتحدة بنسخة عن مضمون الخطاب قبل إلقائه حسب اتفاق سابق يعتمد مبدأ لا تفاجئ احدى الدولتين الاخرى بخطوات غير متفق عليها. وتابعت الاذاعة ان شارون يبدو مطمئناً خصوصاً بعدما ابلغه وزير خارجيته شمعون بيريز ان الحديث سيكون عن "مبادئ عامة" وأهمية تطبيق تفاهمات تينت وتوصيات لجنة ميتشل من دون الاتيان على ذكر القضيتين الاساسيتين وهما القدس واللاجئين، وقناعة الولاياتالمتحدة ان التفاوض في شأن تسوية دائمة غير وارد الآن. ودعمت السفارة الاسرائيلية في واشنطن هذه التوقعات وابلغت وزارة الخارجية ان الادارة الاميركية لن تكرر خطأ سابقتها بإقحام أنفها في تفاصيل النزاع في الشرق الأوسط وان جل همها الآن خفض لهب النار لمنع اتساع رقعة المواجهات. وقالت الاذاعة انه يستبعد ان يطالب باول رئيس الحكومة الاسرائيلية بالتنازل عن "سبعة أيام هدوء" في المواجهات مع الفلسطينيين شرطاً لاستئناف المفاوضات أو ان يطالب حتى بتقليصها الى يومين أو ثلاثة. من جانبها، أفادت القناة الثانية في التلفزيون الاسرائيلي ان الادارة الاميركية بصدد اطلاق مبادرة جديدة خلال اسبوعين وقبل مجيء شارون الى واشنطن. وتابعت ان باول قد يعلن تأييده للخطة التي يعكف بيريز على بلورتها وفي صلبها اقامة دولة فلسطينية أولاً في المناطق الخاضعة للسلطة الفلسطينية حالياً ثم التفاوض مع الدولة الجديدة على المسائل المتنازع عليها. وتابعت القناة ان بوش سيطالب شارون ببدء المفاوضات السياسية والتخلي عن شرطه استتباب الهدوء سبعة ايام. وأضافت ان رئيس الحكومة الاسرائيلية ابدى ارتياحه العميق الى رفض الرئيس الاميركي لقاء الرئيس ياسر عرفات في نيويورك، وكشف لمقربيه انه ارجأ زيارته للولايات المتحدة التي كانت مقررة في الاسبوع الثاني من الشهر الجاري ليضمن عدم عقد اللقاء بين بوش وعرفات "ولو سافرت لاحرجت بوش وربما اضطر للقاء عرفات ايضاً". وحسب المعلق السياسي في "يديعوت احرونوت" شمعون شيفر، فإن الولاياتالمتحدة تصر على ان يساهم شارون في دعم التحالف الاميركي ضد الارهاب بتنفيذ توصيات ميتشل وتفاهمات تينت وعودة اسرائيل والفلسطينيين الى طاولة المفاوضات "وذلك تمهيداً للضغط العسكري المتوقع ان تمارسه الولاياتالمتحدة على الدول التي تؤوي الارهاب الاسلامي مثل الصومال والسودان والعراق". وتابع ان الاميركيين ليسوا بصدد اعلان مبادرة سياسية شاملة "انما خطة حد أدنى يرضى بها العرب الذين يدعمونه في حربه ضد الارهاب". وكتب المعلق عوزي بنزيمان في "هآرتس" ان قبول شارون بالمطلب الاميركي استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين من خلال القفز على شرط أيام الهدوء السبعة سيعني زعزعة أركان حكومته، فاليمين سيهاجمه ويتهمه بالخنوع وقبول التفاوض تحت وقع النار، فيما يعني رفضه المطلب مواجهة مع حزب "العمل" الشريك الاساسي في توليفته الحكومية.