اعتبرت أوساط سياسية رفيعة في تل أبيب حديث مسؤولين في الإدارة الاميركية عن مبادرات سلمية جديدة لحل النزاع في الشرق الأوسط محاولة لمنع تصدع التحالف ضد الارهاب ولاستمالة الدول العربية الداعمة له. واستبعدت الأوساط ذاتها ان يكون في نية الادارة الاميركية العمل على انجاز تسوية سلمية حقيقية بقدر رغبتها في تهدئة الأوضاع ميدانياً لتتمكن من مواصلة حربها ضد الارهاب. ونقلت صحيفة "يديعوت احرونوت" عن وزير الخارجية شمعون بيريز قناعته ان الولاياتالمتحدة لن تفرض حلاً على اسرائيل ولن تقدم على مبادرة جديدة جدية "انما تسعى اساساً لخفض لهب النيران والعنف لتتمكن من تركيز جل جهودها على محاربة اسامة بن لادن". وقال المستشار السياسي لرئيس الحكومة زلمان شوفال ان اسرائيل تعرف بشكل عام ما سيتضمنه خطاب وزير الخارجية الاميركي كولن باول الاسبوع المقبل "من خطوط عريضة لأفكار اميركية". واضاف الى الاذاعة العبرية ان الادارة الاميركية تتجنب اطلاق مبادرة قد تلقى معارضة اسرائيلية ولا تؤدي الى الهدوء الذي تنشده الولاياتالمتحدة. وتابع ان التقدم المفاجئ في الحرب ضد افغانستان وسقوط عاصمتها قد يدفعا الولاياتالمتحدة الى اعادة حساباتها وتقويماتها للأوضاع في الشرق الأوسط "وليس مستبعداً ان تعود الى سياستها التي اتبعتها مع تسلم الادارة الحالية الحكم بالتقدم تدريجاً وببطء في معالجتها النزاع الاسرائيلي - الفلسطيني". من جهتها كتبت صحيفة "هآرتس" العبرية ان الولاياتالمتحدة تريد في مقابل الضغوط التي تمارسها على السلطة الفلسطينية لمحاربة العنف وتحقيق وقف تام للنار، ان تقدم "افقاً سياسياً" للفلسطينيين يتمثل بإعادة ترسيم حدود دولة فلسطين التي تحدث عنها الرئيس الاميركي على نحو اكثر سخاء من الحدود التي وضعها رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون: مساحة أكبر وتواصل جغرافي جدي ورموز جدية للدولة "هذا شريطة ان يوافق الفلسطينيون على إرجاء حسم قضيتي القدس واللاجئين الى موعد لاحق". وتابعت الصحيفة تقول ان الاميركيين لن يطلقوا مبادرة دراماتيكية تدل على تغيير في التوجه الاميركي وان اسرائيل على قناعة بأن الولاياتالمتحدة تبنت عملياً الشروط الاساسية التي وضعتها اسرائيل، وهي عدم التفاوض تحت وقع النار، لا للتسوية الدائمة الآن، ولا لحلول مفروضة. وكتبت صحيفة "يديعوت احرونوت" في مقالها الافتتاحي امس ان هناك ما يبرر ارتياح شارون من حصاده الديبلوماسي هذا الاسبوع "جورج بوش دعم مواقف شارون بعدم اجراء مفاوضات قبل وقف النار وكوندوليزا رايس مستشارة الأمن القومي أوضحت لعرفات جيداً ان تسامحه مع حماس والجهاد الاسلامي لا يتساوق مع دعوته للسلام. اما تطرق بوش الى ضرورة اقامة دولة فلسطينية فلا يقلل من شأن تصريحاته وبخاصة انه لم يرهنها بأي مطلب جدي من اسرائيل".