تونس - "الحياة" - يؤدي رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو بيرلوسكوني اليوم زيارة قصيرة لتونس، هي الأولى إلى بلد عربي وإسلامي منذ التصريحات التي أدلى بها في أيلول سبتمبر الماضي وأثارت ردود فعل قوية في العواصم العربية والإسلامية بسبب زعمه أن الحضارة المسيحية متفوقة على الإسلام. وكان بيرلوسكوني تراجع عن تصريحاته الأولى وأكد لدى اجتماعه مع السفراء العرب المعتمدين في روما وفي تصريحات لاحقة احترامه للعرب والحضارة الإسلامية. وأفادت مصادر ايطالية ان الزيارة تندرج في إطار "علاقات الصداقة المميزة بين جارين متوسطيين"، وان رئيس الحكومة الايطالي سيجري محادثات مع الرئيس زين العابدين بن علي محورها التطورات الدولية والمتوسطية في أعقاب أحداث الحادي عشر من أيلول، وآفاق تعزيز التعاون الثنائي والاقليمي لمكافحة الإرهاب ووسائل تنشيط المسار الأوروبي - المتوسطي في ضوء النجاح النسبي الذي حققه اجتماع وزراء خارجية البلدان المشاركة في مسار برشلونة أخيراً في بروكسيل. يذكر أن ايطاليا سلمت السلطات الأمنية التونسية أخيراً ثلاثة عناصر أصولية يشتبه بكونها تلقت تدريبات عسكرية في معسكرات تابعة لحركة "طالبان" في أفغانستان. ويتوقع أن تمثل العناصر المتهمة بالانتماء لتنظيم "أهل السنة والجماعة" أمام محكمة عسكرية في العاصمة تونس قريباً. كذلك سلمت ايطاليا اثني عشر تونسياً ضبطوا لدى محاولتهم دخول الأراضي الايطالية بحراً في صورة غير مشروعة في وقت سابق من الشهر الجاري، لكن يُعتقد أن الدوافع التي حملتهم على الهجرة اقتصادية وليست سياسية. وأوضحت المصادر أن بيرلوسكوني سيجري أيضاً محادثات مع الوزير الأول محمد الغنوشي لدرس آفاق تطوير التعاون الثنائي وبخاصة تكثيف الاستثمارات الايطالية في البلد والتي تأتي في المرتبة الثانية بعد الاستثمارات الفرنسية. ولوحظ أن الشهور الأخيرة شهدت تكثيفاً غير مسبوق لزيارات مسؤولين ايطاليين لتونس في وقت ما زالت العلاقات مع باريس تمر في انتعاشة بطيئة، منذ تعيين تونس الوزيرة السابقة فائزة كافي سفيرة جديدة لدى فرنسا بعد فراغ استمر نحو سنة. وتأتي زيارة بيرلوسكوني بعد زيارة رسمية أداها الرئيس كارلو تشامبي لتونس تلبية لدعوة من نظيره بن علي. كذلك زار وزير الخارجية الايطالي ريناتو روجيرو تونس في الشهر الماضي لدرس انعكاسات أحداث الحادي عشر من أيلول في نيويورك وواشنطن وإمكانات تكثيف التعاون الثنائي في مكافحة الإرهاب، خصوصاً في المجالات الأمنية.