وصل الى بيروت أمس مساعد وزير الخارجية السوري وليد المعلم، ورئيس مكتبه موفق نصار، مع وفد من الوزارة، وبدأ محادثات مع وزير الخارجية اللبناني محمود حمود، ثم انتقل لاستكمالها مع الأمين العام للخارجية زهير حمدان بمشاركة أركان الوزارتين. وقال حمود رداً على سؤال عن موقف لبنان من قرار مجلس الأمن إنه "واسع وشامل يتعاطى مع الأمور السياسية والاجتماعية والاقتصادية والأمنية، ولا بد أن نعكف على درسه بتأنٍ وتمعن في انتظار تأليف اللجنة التي نص عليها القرار لتنفيذ مضمونه". وأضاف: "انه قرار مهم يستدعي تشاوراً للوصول الى ما يمكننا جميعاً، لبنانيين وسوريين وعرباً، من التعاطي معه بكل واقعية". وكان قرار مجلس الأمن محور محادثات أجراها رئيس الحكومة اللبنانية رفيق الحريري مع الممثل الأعلى لشؤون الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا، اضافة الى الاستعدادات للرد على الهجمات التي استهدفت الولاياتالمتحدة. ونقل زوار الحريري عنه أن واشنطن لم تقدم إلى لبنان لائحة تتضمن أسماء لبنانيين متهمين بالإرهاب، وان ما قيل على هذا الصعيد لا يتعدى بعض وسائل الاعلام الغربية. وأضافوا انه قال لسولانا ان واشنطن "لا تستطيع ان تخسر في حربها ضد الإرهاب، ولن تربح من دون دعم دولي وعربي قد لا تحظى به اذا لم تتم اعادة الاعتبار إلى العملية السلمية في الشرق الأوسط". وأضاف: "ثبت انها حين استحصلت على قرار من مجلس الأمن بدعم مكافحة الإرهاب، قادرة متى ارادت على الضغط على رئيس وزراء اسرائيل ارييل شارون، من أجل الزامه بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية". وأكد ان "معالجة الإرهاب يجب ان تتم على مستويين: الرد العسكري، والحل السياسي لأزمة المنطقة، خصوصاً ان استمرار تعنت اسرائيل برفضها تنفيذ القرارات الدولية شكل المصدر الأساس للارهاب، وهي تواصله في صورة دائمة ضدّ الشعوب العربية من خلال احتلالها قسماً من الأراضي العربية". ورأى الحريري ان "الموقف العربي من تحريك العملية السلمية أخذ يلقى تفهماً أوروبياً"، مشيراً إلى "أهمية الموقف الفرنسي في هذا الخصوص". إلى ذلك، بحث مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني مع السفير الاميركي لدى لبنان فنسنت باتل في "التداعيات الخطيرة للحادث الارهابي المروع الذي استهدف الولاياتالمتحدة". وجدّد قباني "إدانة دار الفتوى العمل الاجرامي"، واعتبره "مخالفاً لتعاليم الاسلام". ودان "الأعمال الارهابية التي ترتكبها اسرائيل في فلسطينالمحتلة". وأوضح باتل انه شكر للمفتي قباني "الكلمات التي وجهها الى الحكومة الاميركية". وأضاف: "تحدثنا عما يمكن فعله في المرحلة المقبلة، وذلك بنبذ الإرهاب، وتأكيد ان المجتمع البشري لن يكون عرضة لهذا النوع من الأنشطة الهدامة. كما بحثنا ما تواجهه الحكومة الأميركية لاستكمال التحقيقات لمعرفة مَنْ كان وراء هذا العمل، بالتالي تطبيق اقصى العقوبات". ورداً على سؤال هل كان "حزب الله" وحركة "حماس" من المنظمات الارهابية، قال باتل: "نركّز حالياً على العمل الارهابي الذي اصاب مدينة نيويورك، ونحن مبدئياً نوجه اصبع الاتهام الرئيسي إلى اسامة بن لادن والشبكات المتناغمة معه، والمنتشرة حول العالم. ويسرني ان اعلن ان الحكومة اللبنانية تعاونت معنا في شكل تام ونشكرها".