شدد مجلس الوزراء الأوروبي والمفوضية الأوروبية في إعلان مشترك نشر امس، على أن «قرار إدراج الجناح العسكري لحزب الله في لائحة الاتحاد الأوروبي للمنظمات الإرهابية بموجب الموقف المشترك «السياسة الخارجية والأمنية المشتركة/931/2001» الخاص بتطبيق إجراءات تقييدية لمكافحة الإرهاب، لا يمنع مواصلة الحوار مع جميع الأطراف السياسية في لبنان». وجاء في الاعلان ان مجلس الوزراء الأوروبي والمفوضية الأوروبية اتفقا على أن القرار «لا يؤثر في التحويلات المالية المشروعة إلى لبنان وتقديم المساعدات، بما في ذلك المساعدات الإنسانية، من الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء إلى لبنان». وأشار الى ان «الاتحاد الأوروبي يبقى ملتزماً التزماً كاملاً باستقرار لبنان، وكما هي الحال بالنسبة إلى جميع ما تم إدراجه على لائحة الاتحاد الأوروبي للمنظمات الإرهابية بموجب الموقف المشترك «السياسة الخارجية والأمنية المشتركة/931/2001»، ستتم مراجعة القرار كل ستة أشهر». وأوضح المجلس انه «سيجري تجميد أصول من هو مدرج في اللائحة في الاتحاد الأوروبي. والتزمت الدول الأعضاء بتعزيز التعاون الشرطي والقضائي في التحقيقات والإجراءات ذات الصلة». ويرفع القرار المتخذ بحق الجناح العسكري للحزب «عدد المجموعات والمنظمات الخاضعة لهذه الإجراءات التقييدية إلى 26، مع بقاء 11 شخصاً على اللائحة. وتم اعتماد التدابير القانونية بإجراء مكتوب وسيتم نشرها غداً في الجريدة الرسمية للاتحاد الأوروبي». على خط موازٍ، واصلت سفيرة الاتحاد الاوروبي لدى لبنان انجيلينا أيخهورست جولاتها على المسؤولين اللبنانيين لشرح القرار الاوروبي، والتقت وزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية محمد فنيش (حزب الله) في مكتبه في الوزارة، وقبله بساعة ونصف الساعة التقت مسؤول العلاقات الدولية في الحزب عمار الموسوي في مقر العلاقات الدولية للحزب في ضاحية بيروت الجنوبية. وكانت التقت صباحاً رئيس حزب «الكتائب اللبنانية» الرئيس امين الجميل وتلتقي اليوم رئيس تكتل «التغيير والاصلاح» النيابي ميشال عون. وقالت ايخهورست بعد زيارة الجميل انها شرحت «مندرجات القرار الذي يشكل رسالة سياسية واضحة وهي رفض أي عمل ارهابي على الاراضي الاوروبية. كما بحثنا في استمرار العمل لمصلحة لبنان والشعب اللبناني والتعاون لمواجهة كل الاستحقاقات. وأكدت ان تعاون الإتحاد الأوروبي مع لبنان سيستمر وسنواصل العمل بقوة اكبر لسلام وازدهار بلدكم». ورداً على سؤال شددت على ان «من المهم مواصلة كل الدعم للرئيس المكلف تمام سلام وتشكيل حكومة جامعة تجسد تطلعات اللبنانيين وتضم كل الأحزاب السياسية، وهذا رهن التشكيلة التي سيطرحها سلام، لكن أؤكد ان لا فيتو اوروبياً على اي مكون سياسي». ونفت ايخهورست تلقيها اي تهديد شخصي (رداً على معلومات ترددت امس)، وقالت «انها لا تخشى من اي عمليات تستهدف القوات الدولية في الجنوب»، لافتة الى انها «أدرجت لقاءها مع الوزير فنيش ومسؤولين في حزب الله في اطار اللقاءات المستمرة بهدف متابعة الملفات وبحثها، إضافة الى شرح القرار الأوروبي». والتقت ايخهورست المدير العام لقوى الأمن الداخلي بالوكالة العميد إبراهيم بصبوص في ثكنة المقر العام، في زيارة «تعاون وتنسيق». الموسوي واعتبر الموسوي، بعد لقائه آيخهورست، إن القرار «إهانة للشعب اللبناني وللكثير من الدول العربية والإسلامية بالقول لهؤلاء إن مقاومتكم التي حررت أرضكم إرهابية». وقال: «أبلغنا آيخهورست الرفض الكامل للقرار وأننا نراه رضوخاً للإملاءات والشروط الأميركية والإسرائيلية والدليل أن بنيامين نتانياهو صنّفه على أنه إنجاز للديبلوماسية الإسرائيلية، فيما لم نسمع مسؤولاً أوروبياً واحداً يدعو نتانياهو لعدم حشر أنفه بالقضية». وشدد على أن القرار «أساء إلى لبنان والعلاقات اللبنانية - الأوروبية ولا يخدم الأوروبيين بشيء»، وقال إنه دعا آيخهورست «إلى العودة عنه، وقلنا لها إنه إذا كان المقصود التأثير في مواقف حزب الله وسياساته فهذا لم يحصل سابقاً ولن يحصل اليوم ولا في المستقبل». وأكد أنه «ستكون للقرار تداعيات ولن يمر مرور الكرام، فلا يستطيع أحد أن يدينني بيد ثم يمد اليد الأخرى للمصافحة»، معتبراً أن «ما يمنع إسرائيل من القيام بأية مغامرة ضد لبنان ليس وجود هذه التصنيفات أو عدمها». ورأى أن «الأوروبيين لا يريدون الوصول إلى لحظة تكون خطوط الاتصالات مع حزب الله مقطوعة»، مشيراً إلى أن آيخهورست «أبدت حرصها على استمرار التعاون». وعن الفصل بين جناحين عسكري وسياسي لحزب الله، أعلن الموسوي أن «هذا التصنيف يخصهم إلا الجميع يعرف أن حزب الله جسد واحد وله قيادة موحدة، فالعسكري فيه والسياسي موحد». بلامبلي وكان الجميل التقى ممثل الامين العام للامم المتحدة في لبنان ديريك بلامبلي الذي أكد ان «اللقاء تناول الوضع السياسي وموضوع النازحين السوريين والجهود الدولية في هذا الاطار ومن بينها مساعدات مخصصة للحكومة اللبنانية وللبلديات وللمجتمعات المضيفة». وقال: «الاممالمتحدة بحاجة الى شريك فعال في لبنان وليس لحكومة تصريف أعمال وذلك ممكن من خلال الاسراع في تشكيل حكومة جامعة وقادرة ومدعومة من كل المكونات». وأكد انه «لا يخشى على قوات يونيفيل بعد قرار الاتحاد الاوروبي»، مشدداً «على أن يونيفل تمثل الاممالمتحدة وأكثر من 30 دولة والجميع مستفيد من استقرار الجنوب الذي تضمنه القوات الدولية». وكان بلامبلي لبى دعوة النائب بهية الحريري الى مائدة افطار في منزلها في مجدليون غروب اول من امس، في حضور فاعليات في المدينة. وسبق الافطار اجتماع تناول الوضع في صيدا بعد أحداث عبرا. وشدد بلامبلي في تصريح على أهمية «عودة الهدوء الى صيدا ونشكر كل الذين ساهموا في ذلك، ورأيت اعادة الاعمار السريعة في منطقة عبرا بالذات بفضل الذين ساعدوا في ذلك لأن هذا مهم جداً، لكن يجب ان تكون هناك ايضاً اعادة بناء معنوي واعتقد ان هذا يتم». ولفت الى ان «قوات الأممالمتحدة تنتمي الى اكثر من 35 دولة وتمثل اكثر من 190 دولة في الأممالمتحدة ككل، وهي تقوم بأعمال تخدم الجميع في الجنوب ولبنان والمنطقة، ولا أعتقد انها ستتأثر بقرار من هذا النوع فقرارات الاتحاد الأوروبي هي للإتحاد الأوروبي وليس للأمم المتحدة».