افتتحت مساء امس فعاليات احتفالية الكويت عاصمة للثقافة العربية للسنة 2001، وأُقيم للمناسبة احتفال في صالة التزلج التابعة لشركة المشروعات السياحية، برعاية أمير الكويت الشيخ جابر الأحمد الصباح الذي ناب عنه ولي العهد الشيخ سعد العبدالله الصباح. والتف حول الشيخ سعد رئيس مجلس الأمة الكويتي جاسم الخرافي وعدد كبير من المسؤولين، وحشد من الضيوف العرب ابرزهم الامين العامة للجامعة العربية الدكتور عصمت عبدالمجيد والأمين العام لمجلس التعاون الخليجي الشيخ جميل الحجيلان، ووزراء الثقافة من الامارات وسلطنة عُمان وقطر وسورية ولبنان والأردن واليمن والسودان والجزائر وموريتانيا وتونس. وكان عبدالمجيد احد المتكلمين في الاحتفال مع رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الدكتور محمد الرميحي. وأشار عبدالمجيد الى تزامن اختيار الكويت عاصمة للثقافة العربية مع بداية القرن ال21، وقال: "بمقدار ما يتميز به ذلك من انفتاح كبير في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، فان ما يختزن بداخله من تحديات يفرض علينا كأمة عربية ان تتضافر كل جهودنا لتحقيق المصالحة القومية التي هي السبيل لدرء المخاطر التي تحيط بنا". واضاف: "ان مقاومة الشعب الفلسطيني وانتفاضته الباسلة التي أيقظت الشعور القومي، لن تهدأ حتى يتحرر كل شبر محتل من ارضنا العربية في فلسطين وفي الجولان السورية وفي الاجزاء المتبقية من جنوبلبنان، وكل ذلك يستدعي منا صون الأمن القومي العربي من كل جوانبه". ونوّه عبدالمجيد ب"اسهامات الكويت المتميزة في دعم الابداع الثقافي والفني والفكري" مذكّراً بجهود مثقفين كويتيين اوائل في إبراز مخطوط "الموطأ" للإمام مالك بن أنس الذي يُعدّ اول مخطوطة عربية أثّرت في الفكر الثقافي العربي. وبعد إشارة الى إسهام مجلة "العربي" في "تحقيق الترابط الثقافي العربي" نوّه ايضاً بإصدارات كويتية بينها "معجم تاج العروس"، وأنهى داعياً الى ان تكون تحديات القرن الجديد حافزاً على "صياغة اجندة ثقافية عربية موحدة". وقال الدكتور الرميحي في كلمته ان "الثقافة في الكويت رافد مهم من روافد الثقافة العربية بعمقها المتجذّر في التاريخ وهمومها المعاصرة وهواجسها المستقبلية"، داعياً الى دور للثقافة العربية في ظل العولمة. وشدد على ان "ثقافة العولمة تقوم على الحوار وتتخذ منه مسلكاً ونهجاً بمقدار ما هو قيمة حضارية وثراء معرفي، ثقافة تدين الحروب وتناهض الاثم والعدوان وتنبذ التعصّب". واعلن ان "سنتنا الثقافية" ستكون "عامرة بعمل ثقافي جاد ودؤوب، بما في ذلك مشروعات للبنى التحتية وبرامج تنفيذية ونشاطات ثقافية وفنية متنوعة"، ودعا الى التعاون "من اجل اشاعة ثقافة تنمّي الوعي بالمخاطر الكامنة والفرص المتاحة والتحديات الكبيرة". وأنهى مذكراً بالأسرى الكويتيين في العراق. وعرضت للمناسبة اوبريت "وطن الكتاب" للشاعر يعقوب السبيعي، وهي عرض فني - تاريخي لمسيرة الثقافة والشعر والآداب في الكويت. وقدمت فرقتان عروضاً فولكلورية من الفن الشعبي لرقصات البرّ والبحر.