} اختار الرئيس الاميركي المنتخب جورج بوش التحلي بضبط النفس في مواجهة حملة ديموقراطية طاولته شخصياً ولم تقتصر على المرشحين لمناصب وزارية في ادارته. وكان بوش عرضة للتجريح بدءاً من الرئيس المنتهية ولايته بيل كلينتون وصولاً الى اعضاء ديموقراطيين متشددين في الكونغرس، لكن الناطق باسم الرئيس المنتخب اكتفى بتذكير كلينتون بتقليد الاحترام المتبادل بين السلف والخلف. واشنطن - أ ف ب - دعا فريق الرئيس الاميركي المنتخب جورج بوش الرئيس بيل كلينتون الى اكمال الفترة الباقية من ولايته من دون ان يفقد احترامه لخلفه في البيت الابيض، وذلك رداً على تصريحات انتقد فيها الرئيس المنتهية ولايته فوز بوش بالرئاسة. وقال آري فليشر الناطق باسم بوش: "هناك تقليد في هذا البلد يقضي بان يحترم الرؤساء الذين تنتهي ولايتهم، الرؤساء المنتخبين. انه تقليد ساهم في خدمة البلاد وانا واثق من ان الرئيس بيل كلينتون يريد ان يواصل احترامه". ورفض الناطق الاستفاضة في هذا الشأن، مكتفياً بالقول: "اعتقد ان التسليم والتسلم، امر يشمل الجانبين، ولن اصنف ما قاله الرئيس" كلينتون. وكان كلينتون قال خلال تجمع للديموقراطيين في شيكاغو الثلثاء الماضي: "اعتقد الجمهوريون ان الانتخابات انتهت. وعندما انتهت فعلاً، كان مرشحنا آل غور قد فاز بالتصويت الشعبي، والطريقة الوحيدة التي كانت تمكنهم من الفوز في الانتخابات هي وقف اعادة الفرز في فلوريدا". وشكل كلامه طعناً غير مألوف في طريقة فوز بوش. لكن الامور لم تتوقف عند هذا الحد، اذ انطلق عدد من اعضاء الكونغرس الديموقراطيين في حملة تجريح ببوش. ولعل ابرز المشاركين فيها، السناتور باربره بوكسر الديموقراطية من كاليفورنيا التي قالت: "نعلم ان الرئيس المنتخب بوش لم يفز بالتصويت الشعبي، كما نعلم في الواقع ان آل غور هو الفائز به". كذلك اتهمت بوكسر بوش باحداث انقسام في البلاد، يعيد اميركا الى اجواء الانقسام خلال المعركة الرئاسية، وذلك بترشيحه السناتور السابق المحافظ جون اشكروفت وزيراً للعدل. واضافت السناتور الديموقراطية: "انه مؤشر خطير ان تختار شخصاً ليكون المسؤول الارفع عن تطبيق القانون في البلاد ويكون هذا الشخص في مقدم الساعين الى جعل الاجهاض جريمة والحيلولة دون وصول ابناء اقليات مؤهلين الى مناصب قضائية وقيادية". وكانت بوكسر تشير بذلك الى التهم التي يوجهها الديموقراطيون الى اشكروفت، ويتوقع ان يثيروها ضده خلال جلسات التصويت على تعيينه التي تعقد في الكونغرس الثلثاء المقبل. ومعلوم ان الديموقراطيين وناشطون سود موالون لهم، يحاولون النيل من اكبر عدد ممكن من المرشحين للانضمام الى الادارة الاميركية الجديدة. ونجحوا حتى الآن في اسقاط مرشحة بوش السابقة لتولي حقيبة العمل ليندا شافيز التي اعلنت عزوفها عن المنصب في مواجهة اتهامات لها بانتهاك قوانين الهجرة، باستضافتها مهاجرة غواتيمالية غير شرعية في منزلها اوائل التسعينات. وفي غضون ذلك، واصل بوش جدول اعماله المعتاد، تمهيداً لتسلمه الرئاسة في عشرين الشهر الجاري. وزار اول من امس، القادة العسكريين في مقر وزارة الدفاع البنتاغون حيث اطلع على المشكلات الاستراتيجية وعلى مؤسسة وعد بتحديثها خلال حملته الانتخابية. ورافقه في الزيارة نائبه ديك تشيني ووزيرا الخارجية والدفاع المعينان كولن باول ودونالد رمسفلد ومستشارة الرئيس لشؤون الامن القومي كوندوليزا رايس. واجرى بوش محادثات مع وزير الدفاع المنتهية ولايته وليام كوهين وهو جمهوري ورئيس اركان الجيوش الاميركية الجنرال هنري شلتون. واوضح كوهين ان بوش اطلع على المصالح الاميركية الاستراتيجية في العالم وعلى القدرات العسكرية الاميركية وعلى التهديدات الطارئة. واضاف ان ميزانية الدفاع للعام 2002 التي اعدتها ادارة بيل كلينتون ترتكز على زيادة 227 بليون دولار على الارصدة العسكرية للاعوام الستة المقبلة. وأشار كوهين الى انه "يتوجب على الادارة الجديدة ان تواجه تهديدات جدية كما واجهناها نحن"، مثل الدول غير الخاضعة لأية سيطرة والارهاب والعنف في الشرق الاوسط وتهريب المخدرات وعدم الاستقرار الاقتصادي. وتوقع ان تشكل روسيا "تحدياً كبيراً" للادارة الجديدة. كذلك اجرى بوش مقابلات من اجل استكمال تشكيلة الادارة الجديدة واختيار وزير جديد للعمل خلفاً لشافيز.