حاملة الطائرات الاميركية لنكولن الخليج - أ ف ب - احتفل وزير الدفاع الاميركي وليم كوهين الذي يترك منصبه قريباً، الخميس بتكريم الجنود على متن حاملة الطائرات "لنكولن" الرابضة في مياه الخليج، "لتوفير الاستقرار في المنطقة" على حد تعبيره، قبل أن يغادر البحرين الى عُمان ضمن جولته الخليجية. وبدا أن الطيارين الأميركيين بدأوا يتساءلون عن جدوى الغارات على العراق. وترسو حاملة الطائرات "لنكولن" الضخمة 330 متراً، في مياه الخليج قبالة شواطئ البحرين في اطار مهمة لستة اشهر. وتعتبر مفخرة الاسطول الخامس الاميركي الذي يشرف على الحصار النفطي المفروض على العراق منذ عشر سنوات. وانتقل كوهين بالطوافة الى حاملة الطائرات "لنكولن". وكان في انتظاره في مرآب الطائرات في الطابق السفلي عناصر سلاح الطيران ال2200 الذين يجوبون البحر ويقومون بطلعات جوية فوق العراق بالاضافة الى الجهاز البشري العامل على متنها ويضم 2800 رجل. ورحب قائد "لنكولن" دي. كي. دوبوي "بالسيد، احد اهم رجال البلد". واشاد كوهين 60 عاماً بالبحارة والطيارين والجنود الذين يعملون بعيداً عن ارض الوطن ويعانون من مرارة الحياة. وذكر انه كان برلمانياً طوال 24 عاماً قبل ان يستدعيه الرئيس الاميركي بيل كلينتون في نهاية 1996 لشغل منصب وزير الدفاع حين كان سناتوراً جمهورياً. وقال كوهين امام الحشد "أمضيت افضل اربع سنوات في حياتي" في البنتاغون و"حظيت بفرصة تمثيلكم، انتم افضل جنود العالم". وعلى رغم انه جمهوري، دافع كوهين عن حصيلة ما حققته الادارة الديموقراطية المنتهية ولايتها رداً على هجمات المرشح الجمهوري الى الرئاسة الاميركية جورج بوش في شأن عدم الجهوزية المفترضة للجيوش الاميركية. واشار كوهين الى الجهود المبذولة لتحسين "مستوى نوعية حياة" الوحدات العسكرية التي تشهد احياناً، حسب شهادات متعددة، صعوبات مالية. وبين الاجراءات المتفق عليها زيادة المخصصات وخفض سن التقاعد. ثم تطرق كوهين الى اعتداء الثاني عشر من تشرين الاول اكتوبر الذي استهدف المدمرة الاميركية "كول" في مرفأ عدن اليمن. واضاف "ينبغي على الرئيس الجديد، كائناً من كان، ان يحافظ على سياسة الانتشار المقدمة" معتبرا ان ازدهار اميركا ومسؤولياتها العالمية تعتمد على ذلك. وتابع "لن نحول مسيرتنا تحت ضغط مجموعة من الارهابيين". وبين العدد الكبير من الجنود المحتشدين، اعرب رودني برايس 35 عاماً رئيس قسم ميكانيكي مكلف شؤون المكيفات عن السعادة عندما "تستمع الى من يفكر فيك"، معربا مع ذلك عن الاسف "لعدم الالتفات الى تقدير الجنود الاميركيين في الخارج الا في حالات الازمات". وفي مكان بعيد عن موقع الاحتفال، تساءل ضابط شاب قائد طائرة "اف-18 هورنيت"، مشدداً على عدم الكشف عن هويته، عن جدوى الغارات الجوية الاميركية والبريطانية التي تشن يومياً منذ كانون الاول ديسمبر 1998 على العراق. وقال "اود ان اعرف ما يفكر به الوزير بخصوص ارسال طيارين لقصف العراق" يومياً. واضاف "ما نفع ذلك؟ لقد اطلقت المضادات الارضية العراقية فوق رأسي اربع مرات، وقد يكون حظي في احد الايام سيئاً".