واشنطن - رويترز - تنتظر الفائز في انتخابات الرئاسة الاميركية صعوبات في التعامل مع كونغرس يسيطر الجمهوريون بغالبية ضئيلة على مجلسيه الشيوخ والنواب. وفي اشارة الى وعود كبيرة قدمها المرشح الجمهوري جورج بوش خلال حملته الانتخابية، قال ديفيد بيردسيل باحث العلوم السياسية في كلية باروك ان "بوش سيصبح مقيداً. ومن يشغل منصب الرئيس عليه ان يقوم بعملية توفيق لتحقيق أي شيء". وكان بوش وعد بخفض الضرائب، في عملية تكلف 583 بليون دولار على مدى خمس سنوات ومثلي هذا المبلغ على مدى عشر سنوات. لكن الكونغرس المنتهية ولايته انفق نحو تريليون دولار في برامج جديدة، ما يعني ان الرئيس الجديد سيجد في انتظاره اموالاً اقل ليتحرك في اطارها. وتولى الرئيس الديموقراطي بيل كلينتون السلطة عام 1992، فيما كان حزبه يسيطر جيداً على الكونغرس. وعندما فشل في تحقيق أي اهداف كبيرة في اول عامين من ولايته، عاقب الناخبون الحزب الديموقراطي في انتخابات التجديد النصفي عام 1994 وسلموا السيطرة على المجلسين الى الجمهوريين. والاغراء المتاح للديموقراطيين هو عرقلة بوش اذا تولى الرئاسة عام 2001، على امل تحسين وضعهم في انتخابات التجديد النصفي عام 2002، حين تتوافر للحزب فرصة ممتازة لاستعادة السيطرة على الكونغرس. والحزب الذي لا يشغل مقعد الرئاسة في البيت الابيض يكسب تقليديا مقاعد جديدة في الكونغرس. اما اذا تولى آل غور الرئاسة فانه قد يواجه موقفا أسوأ من بوش لأنه خاض حملته على اساس حزبي، ولن يجد شريكاً في صفوف الجمهوريين. وقال ستيفن وين الباحث في العلوم السياسية في جامعة جورجتاون: "من الواضح ان البلاد منقسمة تماماً. هناك اجماع على المشاكل وليس الحلول". وظهر الانقسام بين مناطق الوسط الاميركي المترامي الاطراف الذي صوّت بغالبية كاسحة لبوش وبين المناطق الساحلية على المحيطين الاطلسي والهادىء التي صوتت لمصلحة غور. كما أيّد الاميركيون السود والمواطنون من اصول اسبانية غور، فيما صوت البيض لبوش. وصوّتت المدن لغور فيما صوتت المناطق الريفية لبوش. وفي ظل الخطر الذي يواجهه الرئيس الجديد من التعرض لركود اقتصادي، تساءل بيردسيل: "اذا افترضنا ان الركود امر حتمي في وقت ما في السنوات الاربع المقبلة فما الذي سيحدث آنذاك؟".