دعت السلطات الروسية الصحافيين الى قاعدة خان قلعة المجاورة لغروزني امس لرؤية الأسير الشيشاني محمدي سايدايف من دون التحدث إليه، فيما ذكر الجنرال فاليري بارانوف قائد القوات الروسية هناك أن رئيس الأركان الشيشاني ألقي القبض عليه في مدينة اوروس مارتان التي دخلها متخفياً لقضاء بضعة ساعات ليلاً. وشدد الجنرال الروسي على أن العملية تمت بسرعة، وباغتت حراس سايدايف الذي كان نائماً. وقال بارانوف: "قبضنا عليه وهو في ملابسه الداخلية". وسايدايف ضابط سابق في الجيش السوفياتي وقاد الحملة الانتخابية الرئاسية لمسخادوف. وكان عضواً في مجلس الأمن ولجنة الدولة في الجمهورية الشيشانية وصار منذ اندلاع الحرب الثانية رئيساً للأركان ومنح رتبة عميد، تولى تنسيق العمليات والتخطيط لها والإشراف على الشؤون المالية. وذكر الناطق الرسمي باسم الكرملين سيرغي ياسترجيمبسكي أن سايدايف كان "اليد اليمنى" لمسخادوف واعتبر إلقاء القبض عليه "نجاحاً مهماً" وقال إن عدد القادة العسكريين الشيشانيين "يتقلص باستمرار". وأشار الى اتصالات سرية جرت بوساطة عدد من الوجهاء الشيشانيين مع القائد الميداني المعروف رسلان غيلايف "لإنهاء المقاومة". وكان غيلايف أنكر في وقت سابق نبأ مماثلاً أصدره شيشانيون متعاونون مع موسكو. ويذكر أن المبعوث الرئاسي الروسي سيرغي ياسترجيمبسكي عاد من إسلام آباد حيث سلم الجنرال برويز مشرف رسالة من الرئيس فلاديمير بوتين. وقال ياسترجيمبسكي امس إنه أبلغ الحاكم العسكري الباكستاني معلومات حصلت عليها موسكو وتفيد بوجود خمسة معسكرات في أفغانستان لتدريب "إرهابيين" وإرسالهم الى الشيشان. وأكد أن 350 شيشانياً يتدربون في معسكر قرب مزار الشريف. وطلبت موسكو من إسلام اباد "أن تلعب دوراً لتحقيق الاستقرار" في القوقاز. ولكن ياسترجيمبسكي نفى أن تكون زيارته لباكستان هدفت الى إقامة اتصالات مباشرة مع حركة "طالبان". إلا أن مصدراً ديبلوماسياً تحدثت إليه "الحياة" قال إن الحوار بين موسكو "وطالبان" يتوقف على نجاح إسلام آباد في إقناع الحركة ب"كف يدها عن الشيشان". ولوحظ أن عدداً من كبار البرلمانيين الروس أدلوا بتصريحات متزامنة تدعو الى فتح "صفحة جديدة" مع "طالبان". وذكر نائب رئيس مجلس الدوما فلاديمير لوكين ان سيطرة الحركة على كل الأراضي الأفغانية أو غالبتيها يجعل من المنطقي إقامة حوار معها. وتوقع أن يتم ذلك قريباً ولكن عبر وسطاء. وأشار أندريه نيكولايف رئيس لجنة الدفاع البرلمانية وقائد قوات الحدود سابقاً الى أن إقامة علاقات مع "طالبان" ستكون "ضماناً للاستقرار والأمن" في آسيا الوسطى. ومضى نائب رئيس مجلس الدوما فلاديمير جيرينوفسكي شوطاً أبعد بإشارته الى ضرورة مساعدة "طالبان" في تحقيق انتصار على "التحالف الشمالي" المناهض للحركة الذي قال إن الغرب يستخدمه كأداة للإيقاع بين روسيا والعالم الإسلامي. إلا أن هناك قوى عسكرية وسياسية تدعو الى مساعدة "الشماليين" لوقف زحف قوات طالبان التي وصلت الى مناطق متاخمة للحدود الطاجيكية. وجرى أمس لقاء قرب نهر بنج بين ممثلين عن "التحالف الشمالي" وقوات الحدود الروسية المرابطة في طاجيكستان. وذكرت وكالة "ايتار - تاس" الحكومية أنه تناول "التوتر في المناطق الحدودية". وأشار الجنرال فالنتين ارلوف قائد الفرقة 201 الروسية الموجودة في طاجيكستان أن العمليات العسكرية داخل افغانستان، "لا تشكل خطراً فعلياً، على دول الكومنولث، لكنه أعرب عن قلقه إزاء تدفق زهاء 130 لاجئاً عبر الحدود. ونوقش الوضع في آسيا الوسطى وأفغانستان في اجتماع طارئ عقده في موسكو امس امناء مجالس الأمن القومي في الدول المنتمية الى معاهدة الأمن المشترك وهي روسيا وكازاخستان وقرغيزيا وطاجيكستان وأرمينيا وبيلاروسيا.