اكدت موسكو احتمال اجراء "مفاوضات رسمية" مع الرئيس الشيشاني اصلان مسخادوف الذي وافق امس على استقبال لجنة روسية لتقصي الحقائق، ووصف بوتين اعضاءها بأنهم "يتمتعون بالاحترام". فيما نفى الجنرالات الروس ما ذكره وزير الخارجية ايغور ايفانوف ان الحرب الشيشانية انتهت وبدأت مرحلة التسوية السياسية. وكان عدد من السياسيين والشخصيات المعروفة في روسيا أعلن عن تشكيل "لجنة وطنية مستقلة" لتقصي الحقائق، وأعلن رئيسها بافل كراشينينيكوف عن استعداده لمقابلة مسخادوف. وبعد ساعات أكد النائب الأول لرئيس البرلمان الشيشاني ان مسخادوف أبلغه موافقته على مقابلة اعضاء اللجنة وتأمين سلامتهم في المناطق التي يسيطر عليها الشيشانيون. واضاف مسخادوف ان "الحوار المباشر" كفيل بتحقيق تسوية سريعة، لكنه وافق على مشاورات مع اعضاء اللجنة ووعد بتقديم وثائق عن جرائم الحرب وانتهاكات حقوق الانسان، وطالب بمعاقبة المسؤولين عنها من الطرفين. وفور صدور هذا التصريح أعلن كراشينينيكوف وهو رئيس لجنة التشريعات في مجلس الدوما ووزير للعدل سابقاً ان اللجنة "ستشرع فوراً في معالجة القضايا التنظيمية لإنجاز لقاء مباشر مع مسخادوف أو مع وسطاء". وقال مصدر برلماني ل"الحياة" ان اللجنة، على رغم طابعها غير الرسمي فإنها حصلت على "مباركة" الكرملين ونبه الى ان الرئيس فلاديمير بوتين ذكر عند وجوده في لندن ان اعضاء اللجنة "شخصيات تتمتع بالاحترام" ووعد "بتقديم الدعم لها". واعتبر سيرغي ياسترجيمبسكي تصريحات مسخادوف دليلاً على "تغير في الاتجاه الصحيح"، وشاهداً على "بعض التقدم". وذكر انه "لا يستبعد مفاوضات رسمية مع مسخادوف في حال تنفيذه عدداً من الشروط بينها نزع سلاح المقاتلين الشيشانيين وتسليم المطلوبين الى العدالة وطرد "المرتزقة" الاجانب من الأراضي الشيشانية. واعترف ياسترجيمبسكي أن المشكلة الشيشانية لا حل عسكرياً لها، لكنه قال ان "المرحلة الحربية" كان لا بد منها ايضاً، واعتبر ان العسكريين والديبلوماسيين الروس "يستخدمون مصطلحات مختلفة" للحديث عما يجري على الأرض. يذكر ان وزير الخارجية ايغور ايفانوف كان اكد ان موسكو تجري فعلاً اتصالات مع أشخاص يمثلون مسخادوف. وذكر في حديث الى تلفزيون "سي.ان.ان" ان "العملية العسكرية في الشيشان انتهت وبدأت مرحلة التسوية السياسية". الا ان قائد القوات الفيديرالية في الشيشان الجنرال غينادي تروشيف رد على الوزير من دون ان يذكر اسمه وقال ان "بعضهم يتسرع في الحديث عن انتهاء الحرب في الشيشان" وشدد على انه لا ينوي سحب جندي واحد من هناك "ما لم تنفذ مهمتنا المتمثلة في إبادة قطاع الطرق حتى آخر واحد منهم". ويوحي ذلك باحتمال "تمرد" الجنرالات على القيادة الروسية في حال اقدامها على وقف القتال والشروع في مفاوضات لإنهاء الحرب. ويحظى القادة العسكريون المتشددون بدعم من أقطاب شيشانيين مناوئين لمسخادوف مثل المفتي أحمد الحاج قادر الذي دعا الى "إبادة كل العصابات" وتحدث عن صراع داخل الشيشان بين "تيار سلفي مرفوض وآخر صوفي". وفي اشارة الى تأكيد الرئيس المنتخب فلاديمير بوتين على ان الشيشان ستمر بمرحلة انتقالية تمتد لسنتين عرض المفتي ان يتولى هو شخصياً رئاسة الجمهورية خلال هذه الفترة على ان يعقبها استفتاء لتحديد طبيعة علاقتها بروسيا. وقد يكون احتمال التفاوض مع مسخادوف السبب الرئيسي لاستقالة أحد أبرز حلفاء موسكو، محافظ غروزني السابق بيسلان غانتميروف من منصب النائب الأول لممثل الحكومة الروسية في الشيشان. وكان مسلحون شيشانيون بقيادة غانتميروف شاركوا في عمليات مع القوات الفيديرالية وتوقع مراقبون ان يعين غانتميروف رئيساً للجمهورية.