} في خطوة اعتبرت تمهيداً لتحرك جديد لموسكو في أفغانستان، التقى وزير الدفاغ الروسي ايغور سيرغييف بالقائد الطاجيكي المناهض ل"طالبان" أحمد شاه مسعود ووزير الخارجية الايراني كمال خرازي الذي تدعم بلاده المعارضة الافغانية. وجددت "طالبان" اتهامها ايرانوروسيا بالتدخل في الشؤون الأفغانية، وتدريب المناهضين لها وتقديم اسلحة اليهم، فيما ابدى قادة افغان آخرون استعدادهم للقتال تحت راية مسعود. حضر وزير الدفاع الروسي ايغور سيرغييف اجتماعاً لوزراء الدفاع في "أسرة الدول المستقلة" الكومنولث عقد في العاصمة الطاجيكية دوشانبه امس، وكان من أهم محاوره الوضع في آسيا الوسطى في ضوء المعارك الجارية في أفغانستان ووصول قوات حركة "طالبان" الى الحدود مع طاجيكستان. ونقلت وكالة انباء "ايتار تاس" الروسية الرسمية ان سيرغييف التقى القائد الطاجيكي المناوئ ل"طالبان" أحمد شاه مسعود، لكنها لم تذكر أي تفاصيل. وابلغ "الحياة" مصدر طاجيكي ان قادة التحالف الشمالي المناهض للحركة "مهتمون بالحصول على دعم سياسي ومادي وعسكري من روسيا وسائر دول الكومنولث". وأضاف ان سيرغييف كان أحد دعاة التدخل المباشر في المنطقة، إلا أن الرئيس فلاديمير بوتين اعتبر في حينه ان دور روسيا يجب أن يقتصر على تأمين حدود طاجيكستان. وعلى صعيد آخر، التقى سيرغييف في دوشانبه وزير الخارجية الايراني كمال خرازي وأكد ان البلدين كانا لعبا "دوراً حاسماً" في تحقيق التسوية السلمية في طاجيكستان وان عليهما أن "يستثمرا الخبرة" السابقة عند تعاملهما مع الشأن الأفغاني. "طالبان" ترد وفي المقابل، جددت "طالبان" اتهامها إيرانوروسيا بالتدخل في الشؤون الأفغانية، وذلك عبر عمليات التدريب وإرسال الأسلحة إلى المناهضين لها بغية مواصلة النزيف الأفغاني. وأضافت الحركة في بيان صدر في إسلام آباد امس، أن حمولات شاحنات وصلت إلى فيض آباد عاصمة ولاية بدخشان مركز قوات المعارضة الأفغانية قادمة من طاجيكستان وروسياوإيران، وذلك لدعم المعارضة في "حربها على الشعب الأفغاني". وتزامن ذلك مع اعلان القائدين الأفغانيين الجنرال الأوزبكي عبد الرشيد دوستم المقيم في روسيا وحاكم هراة السابق الجنرال اسماعيل خان المقيم في طهران، موافقتهما علناً وللمرة الاولى، على الانضمام إلى قوات مسعود في القتال ضد الحركة. و أعلن مسعود في مقابلة صحافية أن القائدين دوستم وخان وافقا على البدء في العمليات العسكرية ضد "طالبان". وجاء ذلك بعد اجتماعات مكثفة بين القادة الثلاثة جرت في ايران، وتعهدت الأخيرة بتدريب المهاجرين المقيمين على أراضيها، وذلك من أجل اشراكهم في المعارك إلى جانب قوات المعارضة . وعلى الصعيد العسكري، كانت "طالبان" استولت أول من أمس على منطقتين استراتيجيتين على الحدود مع طاجيكستان المتهمة بدعم قوات المعارضة الأفغانية. و يشكك مراقبون سياسيون في قدرة المعارضة على الحشد في الداخل والخارج في ظل الانتصارات التي حققتها "طالبان" وبسط سيطرتها العسكرية على معظم الأراضي الأفغانية، إضافة الى الانجازات التي احرزتها اقليمياً في تعديل وجهات نظر دول مهمة مثل أوزبكستان التي بدأت تتصل بالحركة وعلى أعلى المستويات.