اعلنت القيادة الروسية استيلاءها على بلدة كمسمولسكويه الاستراتيجية المؤدية الى وادي ارغون معقل المقاتلين الشيشان. وجاء ذلك بعد معارك استمرت تسعة ايام، اسفرت عن تدمير البلدة بالكامل. وأكد الرئيس الروسي بالوكالة فلاديمير بوتين ان القوات الروسية "لن تنسحب ابداً من الشيشان"، فيما دعا الرئيس الشيشاني اصلان مسخادوف موسكو الى التفاوض لحقن الدماء. وأعلن قائد القوات الروسية في مسرح العمليات الشيشانية الجنرال الكسندر بارانوف ان "المقاومة بمعناها المألوف، انتهت" في كمسمولسكويه. وأكد ان 400 من اصل 500 مقاتل شيشاني محاصر قتلوا، فيما اسر اكثر من 50 آخرين ويجري تعقب المنسحبين وبينهم رسلان غيلايف الذي قاد المقاومة. وبثت اذاعة "صدى موسكو" ان السلطات الروسية اعتقلت شقيقتي غيلايف وهي مستمرة في البحث عنه. واكدت الاذاعة ان المقاومة استمرت امس. وقالت إن اثنين من كبار الجنرالات الروس تعرضا لنيران قناصة شيشانيين في البلدة. وهذه ليست المرة الاولى التي تعلن فيها موسكو سقوط كمسمولسكويه، الا ان المراقبين يتوقعون ان يكون المقاتلون قرروا هذه المرة الانسحاب بعدما احدثوا ثغرات في طوق الحصار. واعترف وزير الدفاع ايغور سيرغييف بأن مجموعة من 120 مقاتلاً حاولت اختراق الطوق الروسي، لكنه قال إن قواته تمكنت من "تفريقهم" وهو تعبير يستخدم عادة حينما يكون الشيشانيون تمكنوا من الافلات. تهديدات بالابادة ووعد وزير الدفاع ب"ابادة من تبقى" قبل فتح المعابر الجبلية اواخر الشهر المقبل، ما يعني ان موسكو اعطت لنفسها "مهلة" اضافية اذ كانت اكدت سابقاً ان العمليات ستنتهي الشهر الجاري. واوضح رئيس الاركان العامة الجنرال اناتولي كفاشنين ان القوات الروسية انتقلت الى "مرحلة جديدة" تتمثل في اجراء عمليات خاصة "تستهدف رؤوس العصابات". وذكر ان هذه العمليات بدأت بأسر القائد الميداني سلمان رادويف، وان سائر القادة الشيشانيين "ينتظرهم مصير مماثل او سيبادون". الا ان الرئيس مسخادوف الذي تحدث الى اذاعة "الحرية" الاميركية الناطقة بالروسية، دعا الى عدم المبالغة في اهمية رادويف. ونصح موسكو بمراجعة حساباتها، قائلاً ان لا خيار امامها سوى ان تبدأ مفاوضات معه. ويذكر ان وزارة الاعلام الروسية هددت بسحب اجازات وسائل الاعلام التي تبث احاديث لمسخادوف او اي من "زعماء العصابات"، وطلبت من مكتب اذاعة "الحرية" تسليم الشريط الذي سجلت عليه مكالمة الرئيس الشيشاني. مسؤولي الادارات المحلية على صعيد آخر، اجتمع الرئيس بالوكالة فلاديمير بوتين لمدة ثلاث ساعات امس، الى شيشانيين عينتهم موسكو مسؤولين للادارات المحلية. ودعا الى "اعادة هيئات السلطة الدستورية" الى الجمهورية. وقال: "لن يكون هناك اي حديث عن انسحابنا من الشيشان" كما جرى سابقاً. وأيد القائم بأعمال رئيس الادارة المحلية الموقتة حسن موشلاتوف، وهو طبيب شيشاني، اعتماد نظام الحكم الرئاسي الروسي المباشر في الشيشان، أي انه وافق على عدم اجراء انتخابات لفترة قد تمتد من سنتين الى خمس سنوات. واثر لقائه مسؤولي الادارات المحلية، اجتمع بوتين مع وفد يمثل مجلس المفتين في روسيا الاتحادية للبحث في المشكلة الشيشانية.