يواصل زعماء القبائل الصومالية مناقشاتهم في مؤتمر المصالحة المنعقد في جيبوتي لاختيار اعضاء برلمان انتقالي، فيما صرح احد قادة الميليشيات الجنوبية ل"الحياة" في اديس ابابا ان قواته المتمركزة على مسافة 40 كيلومتراً من مدينة كيسمايو الساحلية جنوب تستعد لشن حرب واستعادة المدينة بعد انتهاء مؤتمر جيبوتي. وفي غضون ذلك، علمت "الحياة" في مقديشو ان قادة الفصائل المعارضة لمؤتمر جيبوتي سيجتمعون خلال اليومين المقبلين في العاصمة الكينية نيروبي، في اطار حملتهم ضد المؤتمر. واعتبر الجنرال محمد سعيد حرسي الملقب ب"مورغان" قائد قوات "الجبهة الوطنية الصومالية" التي يتزعمها الجنرال آدن عبدالله غبيو، ان الحكومة الجيبوتية "اخطأت في حساباتها عندما اعتقدت ان مشكلة الصومال يمكن ان تُحلّ بغياب الزعماء المسيطرين على البلاد قادة الميليشيات، وقال في تصريح ل"الحياة" في اديس ابابا: "نحن أيّدنا وبكل سرور مبادرة الرئيس الجيبوتي اسماعيل عمر غيللي لحل الازمة الصومالية في بداية الامر، لكن الطريقة التي اتبعها لعقد المؤتمر كانت غير مقبولة، فكانت دعوة مفتوحة وكأننا في قاعة محاضرة لتلقي الدرس المقرر بأي طريقة، وهذا غير مقبول لدينا، ولا يمكن مساواة الزعماء الذين ناضلوا وما زالوا يناضلون من اجل تحقيق السلام في الصومال خلال السنوات الماضية والذين يعيشون خارج الصومال يحملون جنسيات مختلفة ويشاركون في المؤتمر فقط من اجل الوصول الى السلطة". واشار الى الحرب الدائرة بين قواته وقوات حسين عيديد رئيس "المؤتمر الوطني الصومالي - التحالف الوطني". وقال ان عيديد سيطر على مدينة كيسمايو قبل حوالى تسعة اشهر "بمساعدة اياد خارجية، وقواتنا متمركزة على بعد 40 كلم من كيسمايو ونريد فقط ان نبقى في اماكننا الى انتهاء مؤتمر عرتا لاسترداد اراضينا بالقوة". وعن موقفه من اتهامات وجهتها بعض الفصائل لدول في المنطقة بالتدخل في الشؤون الصومالية سلباً، وقال: "انا لا اتهم اي دولة ولا اقبل اي اتهام سواء ضد اثيوبيا او مصر. نحن نعلم ان تلك الدولة مهتمة بحل الازمة الصومالية والمشكلة تزداد سوءاً يوماً بعد يوم بسبب الاختلاف في الرأي ووجهات النظر بين بعض الدول وعلينا ان نحترم الدول التي ترغب في مساعدتنا ونتعاون معها بطريقة او باخرى على ما هو مناسب لنا، من دون ان نوجه اصابع الاتهام لأي جهة قبل التحقق من ذلك". وفي مقديشو، اكدت مصادر قريبة الى زعماء الفصائل الصومالية المعارضة لمؤتمر جيبوتي، ان هؤلاء الزعماء سيزورون نيروبي خلال اليومين المقبلين لتنسيق مواقفهم. وكان رئيس الحكومة الاقليمية لولاية "بلاد بونت" بونت لاند في شمال الصومال، العقيد عبدالله يوسف احمد وصل الى نيروبي امس، واجرى لقاءات مع مسؤولين كينيين في شأن الازمة الصومالية. ومن المقرر ان يغادر غداً الى اديس ابابا لاجراء محادثات مماثلة مع المسؤولين الاثيوبيين، ثم يعود الى نيروبي التي يتوقع ان يصل اليها كل من زعيم "المؤتمر الصومالي الموحد" حسين عيديد، وزعيم الجناح المنشق عنه عثمان عاتو. وسيعقد الزعماء الثلاثة اجتماعاً لتنسيق مواقفهم المعارضة لمؤتمر المصالحة الوطنية في جيبوتي.