ظهر زعيم "جبهة تحرير اورومو" الاثيوبية المعارضة واقو جوتو في شكل مفاجئ في العاصمة الصومالية مقديشو حيث تحدث علناً عن قضية خلافه وزعيم "المؤتمر الصومالي الموحد" حسين عيديد، وعن دور الاخير وليبيا في ترحيله وقواته من الصومال. وفسّر مراقبون في مقديشو ظهور جوتو فجأة في المدينة، بأنه تحد لزعيم "المؤتمر الصومالي الموحد"، على الرغم من مغادرة زعيم "الجبهة الاوروبية" العاصمة الصومالية الى نيروبي اخيراً. وكان حسين عيديد اعلن قبل شهرين طرد زعيم المعارضة الأورومية الاثيوبية المسلحة مع قواته الى جهة مجهولة خارج الصومال. وبرّر ذلك بأنه تمهيد لفتح صفحة جديدة في علاقاته مع الحكومة الاثيوبية التي شهدت توتراً حاداً منذ وفاة والده الجنرال محمد فارح عيديد في آب اغسطس 1996. وتتهم اثيوبيا حسين عيديد بإيواء المعارضة الاثيوبية المسلحة، خصوصاً "الاورومو" وجماعة "الاتحاد الاسلامي" الأوغاديني و"الجبهة الوطنية لتحرير اوغادين". وتوسطت ليبيا اخيراً لانهاء الخلاف بين الحكومة الاثيوبية وعيديد. وزار الاخير اديس ابابا في نهاية العام الماضي برفقة مسؤولين ليبيين، وأجرى محادثات مع مسؤولين في وزارة الخارجية طلبوا منه وقف دعمه للمعارضة الاثيوبية. ووعد عيديد بتنفيذ المطالب الاثيوبية، ولدى عودته الى مقديشو اعلن نزع سلاح الاورومو واغلاق معسكراتهم وترحيلهم من الصومال باشراف مسؤولين ليبيين. وقال واقو جوتو في مؤتمر صحافي عقده في مقديشو اخيراً "العلاقة بيني وبين فصيل حسين عيديد انتهت". وروى، في معرض حديثه عن تفاصيل ترحيله: "استدعتني السفارة الليبية في مقديشو حيث اجتمعت مع مسؤولين فيها بحضور ممثلين عن عيديد. وبعدما اجرينا محادثات مستفيضة، طلبوا مني الخروج من مقر السفارة واجبروني على التوجه الى سيارة خارج المبنى اقلتني الى مطار بالي دوغلي الذي يبعد 90 كلم من جنوب مقديشو". و أضاف: "لدى وصولي الى مطار بالي دوغلي اتصلت بمسؤولين من حزب الاتحاد الجمهوري الذي يتزعمه المهندس عبدالنور درمان الذي استضافني، ورتّب عودتي الى مقديشو برفقة مسؤولين من حزبه". وذكر جوتو في مقابلة اجراها معه القسم الصومالي في هيئة الاذاعة البريطانية انه مستعد لاجراء محادثات مع الحكومة الاثيوبية للتوصل الى سلام شامل وانهاء النزاع. ويعتقد مراقبون في مقديشو، ان ترتيبات تتم ربما في العاصمة الكينية نيروبي، لمصالحة جوتو مع الحكومة الاثيوبية. واشار هؤلاء المراقبون الى تأكيد الناطق باسم "حزب الاتحاد الجمهوري" الصومالي بشير نور غيدي بأنه رافق واقو جوتو من مقديشو الى نيروبي اخيراً. وفي تصريح ل"الحياة"، اكد المهندس عبدالنور درمان ان حزبه "احبط محاولة حسين عيديد بالتعاون مع السفارة الليبية، ترحيل واقو جوتو خارج الصومال". وطالب درمان الحكومة الليبية بأن تتقصى الحقائق في الصومال، وحذّرها من التدخل في الشؤون الصومالية وتأييد طرف ضد آخر في هذا البلد. وأكد ان حزبه يتوسط حالياً بين المعارضة الأورومية والحكومة الاثيوبية. كما اكد وجود جوتو في نيروبي.