اعلنت بغداد أمس انها لن تسمح بدخول مفتشي لجنة الرقابة والتحقق انموفيك التي يرأسها هانز بليكس، مشددة على رفضها "الترهيب والتهديدات"، واصرارها على عدم التراجع، بعدما أبلغت واشنطن بليكس دعمها مهمته. وفيما صعدت بغداد حملتها على الكويت والسعودية والأمين العام للجامعة العربية الدكتور عصمت عبدالمجيد والأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان، اكدت استعدادها لحوار مع الولاياتالمتحدة. وكانت الخارجية الأميركية شددت على أن مهمة المفتشين الذين يستكملون تدريبهم "ليست بيع القرار 1284 للعراقيين". واكتفت بتأكيد ان "القرار سيبقى والحصار سيستمر" في حال اصرت بغداد على رفضها دخول مفتشي "انموفيك"، بعدما لوح مساعد وزيرة الخارجية توماس بيكرينغ بضربة عسكرية إذا حاول العراق الاستفزاز راجع ص 2. وأعلن نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز أمس في تصريحات الى صحافيين بعد لقائه أعضاء المجلس الوطني البرلمان ان العراق لن يغير موقفه الرافض التعامل مع القرار 1284 ولن "يستقبل أي شخص له صلة بالقرار وما نتج عنه". وشدد على أن "لغة التهديد لن ترهب" بغداد، مشيراً الى ان بلاده "مستعدة لمواجهة كل التهديدات لأن القرار لا يحقق لها أي مصلحة". ونقلت وكالة "فرانس برس" عن طارق عزيز تأكيده ان العراق "لن يتعامل مع بليكس الذي شكلت لجنته نتيجة للقرار 1284، ولا مع هذه اللجنة". وسئل عن استعداد بلاده للحوار مع الولاياتالمتحدة فأجاب ان "العراق مستعد للحوار منذ العام 1991 وليس لديه موانع، انما الأميركيون هم الذين يرفضون الحوار لأنهم يخشون أن تنفضح مواقفهم، وبالتالي سيخسرون. يخشون الحوار المباشر لذلك يتهربون منه، لأنهم يعرفون ان العراق مستعد لدحض كل ادعاءاتهم وفضحهم أمام العالم". وحمل على السعودية والكويت و"قتل العراقيين بعدوان الطائرات الأميركية والبريطانية في مناطق الحظر الجوي غير الشرعية". وانتقد مجدداً "صمت" الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور عصمت عبدالمجيد عن "العدوان الأميركي"، قائلاً: "الانتقادات التي نوجهها الى الأمين العام ليست ذات طابع شخصي، وعليه بموجب منصبه ان يقول كلمته وألا سيكون منحازاً". كما هاجم "صمت" الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان إزاء "الطلعات الجوية الأميركية والبريطانية العدوانية على العراق". اولبرايت - بليكس وكان الناطق باسم الخارجية الأميركية ريتشارد باوتشر حض العراق ليل الثلثاء على تطبيق القرار 1284 وآلياته، وأضاف: "في حال عدم سماحه للمفتشين بالدخول لاستئناف عملهم سيبقون جاهزين للتفتيش، والقرار سيبقى والحصار سيستمر". والتقت وزيرة الخارجية الأميركية مادلين اولبرايت الثلثاء رئيس "انموفيك" السويدي هانز بليكس الذي اطلعها على الاستعدادات الجارية لاستكمال تدريب المفتشين الجدد. وشدد باوتشر على أن الفريق الجديد يعمل بأمرة مجلس الأمن ويرفع تقاريره اليه. وزاد ان الادارة الأميركية تدعم موقف بليكس بعدم رغبته في الذهاب الى بغداد قبل ان تقبل قرار مجلس الأمن الرقم 1284 والاجراءات المترتبة على ذلك، لأن مهمة المفتشين هي "تطبيق القرار وليس التفاوض ومحاولة بيعه للعراقيين". لندن في لندن، اعلن ناطق باسم وزارة الخارجية ان لا سبيل أمام العراق سوى تنفيذ القرار 1284 والسماح لمفتشي "انموفيك" بدخول أراضيه للبحث عن أسلحة الدمار الشامل المحظورة. وزاد تعليقاً على تصريحات طارق عزيز ان "المحاولات التي يبذلها العراق لتفادي تنفيذ القرار 1284 والعقوبات، ليست مقبولة"، مشيراً الى أن "تعاونه مع القرار سيؤدي الى تعليق العقوبات". وذكر ان الحكومة البريطانية تنتظر التقرير الذي سيقدمه بليكس الى مجلس الأمن مطلع الشهر المقبل.