واشنطن، هافانا - "الحياة"، رويترز - وصل الطفل الكوبي اليان غونزاليس بصحبة والده امس الى هافانا، وانتهت المعركة القانونية في الولاياتالمتحدة التي استمرت سبعة شهور. وكان في استقبال اليان ووالده في مطار هافانا مئات الاطفال وزملاؤه في المدرسة ومسؤول كوبي رفيع هو ريكاردو الاركون. وكان اليان انقذ قبالة ساحل ميامي، بعدما غرق زورق كان على متنه مع أمه ومهاجرين آخرين ماتوا جميعهم. ومرت قصة اليان بمراحل عدة أبرزها اقتحام الشرطة منزل أقاربه في ميامي وتسليمه الى والده تنفيذاً لقرار المحكمة وما تبع ذلك من ضجة اعلامية نتيجة استعمال القوة. الا ان هذا لم يخف حقيقة ان معظم الاميركيين أيدوا عودة الصبي الى والده وترك حرية الخيار له بالعودة الى كوبا. ومن اللافت ان الحكومة الاميركية كانت منذ البداية مع لمّ شمل العائلة. وككل قضية في السنة الانتخابية الرئاسية تحول موضوع عودة اليان الى سجال بين الجمهوريين والديموقراطيين. النتائج الأولية لعودة اليان هي انتصار كاسترو وفوز المرشح الجمهوري بأصوات الكوبيين من اصل اميركي في ولاية فلوريدا، وتحديداً ميامي. أما الخاسرون فهم المرشح الديموقراطي آل غور في ولاية فلوريدا لأنه لم يقنع الكوبيين بأنه يخالف رأي الادارة بالإضافة الى تراجع التأييد الاميركي العام لسياسة فرض العقوبات على كوبا وتزايد النقمة على الاميركيين من أصل كوبي كونهم يشكلون كتلة ضغط قوية. وكانت هناك نسبة اجماع على ان قرار المحكمة كان صائباً حين شاهد الاميركيون على شاشات التلفزيون اليان ووالده يصعدان سلم الطائرة متوجهين الى كوبا. وقدمت جمعية خيرية كانت تستضيف اليان أربع هدايا اليه: قلم رصاص وعلماً اميركياً، والبوم صور يحتوي على مشاهد سياحية لواشنطن ومجسماً للكرة الأرضية. وكان الرئيس بيل كلينتون يتمنى ان يبقى أبو الطفل مع ابنه في الولاياتالمتحدة، وقال ان الوالد اثبت انه محب وتهمه مصلحة ابنه. وصرفت وزارة العدل 1.8 مليون دولار منذ ان تحولت قضية حضانة الصبي الى معركة قضائية. وعبر الكونغرس عن رأيه من خلال نائب فلوريدا الجمهوري لينكولن دياز بالار الذي قال ان كلينتون ارتكب "جريمة"، و"كأنه رمى بصبي عمره ست سنوات وراء جدار برلين". أما نائب تكساس أحد قادة الجمهوريين توم ديلاي فقال ان "قرار المحكمة يزرع شكوكاً حول تقاليد الحرية في الولاياتالمتحدة". وأ ضاف: "من غير الممكن ان تكون مصلحة الصبي في ان يعيش تحت الحكم الشيوعي". اما الديموقراطيون فكان لهم تفسير آخر. السناتور باتريك ليهي من ولاية فيرمونت وصف القرار "بأنه لحظة مهمة تبرهن للعالم وللشعب الكوبي ان الولاياتالمتحدة دولة القانون". وكان لافتاً ان الرئيس فيديل كاسترو لم يستغل عودة اليان ليهاجم الولاياتالمتحدة فسحب من أيدي أنصار محاصرة كوبا ورقة مهمة، اذ كانوا ينوون استغلال أي استقبال حاشد لأليان في كوبا كي يهاجموا الإدارة الديموقراطية التي سمحت لكاسترو بالانتصار على الولاياتالمتحدة.