تفقد قصي صدام حسين، النجل الثاني للرئيس العراقي، وحدات الحرس الجمهوري المتمركزة في القطاع الشمالي المحاذي لاقليم كردستان، في الثاني والثالث من الشهر الجاري، وعقد اجتماعات مع قادة الوحدات بحث خلالها في الاستعدادات ل"التدخل في كردستان اذا قررت القيادة ذلك". وأفادت مصادر عراقية موثوق بها ان قصي، الذي يشرف على الحرس الجمهوري والأجهزة الامنية، اصطحب في جولته عدداً كبيراً من كبار الضباط في رئاسة اركان الحرس الجمهوري. وجاءت الزيارة بعد يومين على تفقد نائب امين سر المكتب العسكري لحزب البعث الحاكم سمير عبدالعزيز النجم التكريتي وحدات الجيش المنتشرة في الشمال، عند المناطق المتاخمة لكردستان الخارجة عن سيطرة بغداد. ومعلوم ان صدام يدير المكتب العسكري للحزب. ورجحت المصادر ان تكون استعدادات قوات الجيش والحرس الجمهوري والاجتماعات والمناورات الميدانية جزءاً من خطة عراقية للتوغل في اقليم كردستان، اذا تطورت الخلافات بين الحزبين الكرديين الرئيسيين، الديموقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني والاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال طالباني، الى اشتباكات مسلحة تعتبرها بغداد سبباً لتحركها. وأكدت المصادر ذاتها ان الرئيس العراقي أمر سمير التكريتي بمنح قادة الوحدات والتشكيلات العسكرية "مكارم مالية وسيارات" وهو ما دأب عليه صدام قبل أي عملية عسكرية واسعة. وكان أمر بترقية التكريتي، ليصبح عضواً في القيادة القطرية لحزب البعث الحاكم، وذلك لدوره في "رفع درجة استعداد القوات المسلحة واقتراحاته في تغيير بعض قيادات الفيالق والفرق".