ترصد قوى كردية تحريك بغداد وحدات عسكرية مدرعة قرب مدينة أربيل في شمال العراق وكذلك باتجاه خطوط التماس مع محافظة السليمانية، في خطوة اعتبرتها "رسالة" من الرئيس صدام حسين. قالت مصادر كردية عراقية ان التحركات الأخيرة لوحدات الحرس الجمهوري وبعض الألوية المدرعة على محاور الطرق الرئيسية المؤدية الى اقليم كردستان "رسالة" من الرئيس صدام حسين الى الأكراد والمعارضة. لكن المصادر التي أمكن "الحياة" الاتصال بها في كردستان لمحت الى ان الظروف التي مهدت لدخول قوات الحرس الجمهوري كردستان نهاية آب اغسطس 1996 غير قائمة الآن. وذكرت ان الخلاف الكردي - الكردي الذي تمثل بالصراع الدموي بين الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال طالباني والحزب الديموقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني كان وفر "ذريعة" لاجتياح الحرس الجمهوري مدينة أربيل واعطى الرئيس صدام حسين الفرصة لضرب اكثر من مركز للمعارضة العراقية في المنطقة، واعلانه القدرة على بسط نفوذه على كردستان واخضاعها لسلطته المركزية. وأشارت الى ان مرحلة من التحالف الكردي - الكردي والكردي - العربي ضمن خطة تفعيل "المؤتمر الوطني العراقي" المعارض، و"التحالف" بين الاكراد والولايات المتحدة ستجعل التحركات العسكرية "علامات تدل على اليأس وليس على القوة". وذكرت المصادر الكردية ان عناصر "الرصد والاستخبارات" في التنظيمات المسلحة الكردية تتابع "عن كثب" تحركات قوات عراقية مدرعة شوهدت قرب منطقة "أسكي كلك" التي تبعد 35 كيلومتراً عن مدينة أربيل. وأشارت الى تحركات اخرى لوحدات مدرعة عراقية انطلاقاً من مدينة كركوك باتجاه المدخل الجنوبي لمدينة أربيل، كذلك باتجاه الحدود المحاذية لمحافظة السليمانية التي يسيطر عليها الاتحاد الوطني الكردستاني، مؤكدة وصول بعض طلائع الوحدات المدرعة الى منطقة قريبة من مدينة "جمجمال" التي تتوسط بين السليمانية وكركوك. كما تشهد محاور الجهة الجنوبية من كردستان باتجاه السليمانية تمرينات لوحدات عسكرية عراقية. وكانت مصادر رسمية عراقية دعت قبل أيام القوى الكردية الى اعلان موقفها صراحة، و"ان تثبت ما اخبرت به الحكومة المركزية"، في بغداد من أنها "لن تكون طرفاً في أية عملية تستهدف تغيير نظام الحكم في العراق".