أكدت مصادر عراقية موثوق بها ل"الحياة" ان احياء في بغداد تشهد توتراً شديداً على فترات متقطعة، على رغم تخويل قصي نجل الرئيس العراقي، صلاحيات مطلقة لضبط الوضع الامني في العاصمة. وشددت المصادر على ان "المسؤول الاول والاخير عن اعادة الهدوء الى بغداد بات قصي الذي تعزّزت سلطاته واصبح الرجل الثاني رسمياً منذ اختير نائباً لرئيس مجلس رئاسة الدولة" اي نائباً لوالده صدام حسين. واشارت الى "صدقية الانباء التي تحدثت عن مهاجمة مقرات لحزب البعث ومقرات حكومية في بغداد"، مما برر "تركيز السلطات الامنية والعسكرية في يدي قصي، فبات يشرف على قوات الجيش في العاصمة، ووحدات الحرس الجمهوري وقوى الامن العام والمخابرات" بالاضافة الى الحرس الخاص. معروف ان قصي بعيد عن اضواء الاعلام، ويتحاشى الظهور في المناسبات العامة التي تحييها الحكومة العراقية، على عكس حال عدي، النجل البكر للرئيس، قبل تعرضه لمحاولة الاغتيال. وحرص التلفزيون العراقي اخيراً على بث صور لعدي وهو يمشي من دون عكازين، لتأكيد شفائه بعد فترة طويلة من العلاج. لكن مصادر في المعارضة ابلغت "الحياة" امس ان "الصور التلفزيونية مصطنعة"، مشيرة الى ما وصفته بمعلومات اكيدة عن "بتر الساق اليسرى لعدي، وزرع اخرى اصطناعية بعد فقدان الأمل بشفائه". على صعيد آخر، نفت مصادر قريبة الى الحزب الديموقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني ان تكون بغداد عرضت على الحزب اتفاقاً "امنياً"، ولفتت الى ان الاتصالات بين الجانبين "مستمرة لكنها لا تشمل الآن الحوار السياسي بل تطاول قضايا اقتصادية واجتماعية". يذكر ان الخط المزدوج لأنابيب النفط الممتد من كركوك في شمال العراق الى مرفأ يومورتالك التركي على البحر المتوسط، يمر في المناطق الخاضعة لسيطرة حزب بارزاني الذي يضمن حراسته، وكان تعرض مرات لعمليات نفّذتها في الجانب التركي عناصر من حزب العمال الكردستاني. وتتناقل اوساط في المعارضة العراقية معلومات ليست اكيدة عن "لقاء عقد في بغداد قبل اسبوعين وضم نائب رئيس الوزراء طارق عزيز ووفداً من الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال طالباني كان في عداده المقدم داره توفيق وجنكي طالباني".