ذكرت مصادر عراقية موثوق بها ان بغداد اتخذت مجموعة من الاجراءات لمواجهة تصعيد عسكري قد تلجأ اليه دول التحالف الولاياتالمتحدة وبريطانيا بعد رفض السلطات العراقية قرار مجلس الأمن الدولي الجديد 1284 كما ورد على لسان نائب رئيس الوزراء طارق عزيز، وفي بيان ل"المجلس الوطني". وأبلغت تلك المصادر "الحياة" ان الاجراءات التي اتخذتها السلطات العراقية تضمنت خطة لإخلاء مواقع وحدات الأمن الخاص والمخابرات ونقلها الى مواقع بديلة تم تحديدها ضمن أحياء سكنية وعمارات في مراكز تجارية وسط بغداد وضواحيها. وأشارت الى خطة اخلاء اخرى لمواقع الحرس الجمهوري ومناطق تمركز قواته فيما تم اختيار بعض المؤسسات والمنشآت من التصنيع العسكري لتفكيك مفاصل عملها الحساسة واخلائها الى مناطق غير محددة من قبل قوات التحالف أو المفتشين الدوليين الذين كانوا زاروها مرات عدة اثناء قيامهم بجولات المراقبة والتفتيش قبل مغادرتهم العراق بيوم من بدء عملية "ثعلب الصحراء" نهاية العام الماضي. ورافق تثبيت مفردات الخطة عسكرياً، توجيه سياسي وتثقيفي لاعضاء قيادات المكاتب والفروع والمنظمات في حزب البعث الحاكم، يشير الى ان "الفصل الأخير من المؤامرة سيكون توجيه ضربة جوية جديدة الى العراق تستغرق اسبوعاً. غير ان العراق سيتمكن من امتصاصها فيما ستندلع حركة شعبية في الشارع العربي والاسلامي يرافقها موقف متشدد من روسيا والصين وفرنسا". وأكدت المصادر السابقة ان خطة الاستعداد العراقية لمواجهة "الفصل الأخير من المؤامرة" تضمنت دورات توعية في التوجيه السياسي للضباط القادة في الفيالق والفرق وصولاً لآمري الألوية، توجت بمنحهم أوسمة وأنواطاً ومكافآت مالية. وزع الرئيس صدام حسين قبل يومين على 52 من الضباط القادة ومستشاريه العسكريين تلك الأوسمة والأنواط. وطبقاً للمصادر فإن مبالغ تقدر ب4 ملايين الى مليون دينار عراقي وزعت على كل من قادة الفيالق وقادة الفرق وآمري الألوية، اضافة الى اعضاء الفروع والشعب والفرق في التنظيم الحزبي. كما منح كل عضو من اعضاء المكتب العسكري لحزب البعث، أربعة ملايين دينار شأنهم في ذلك شأن قادة الفيالق. وتزامنت تغييرات في قيادات قوات الحرس الجمهوري، مع رفع درجة الاستعداد في القوات المسلحة وهو ما أوصت به لجنة خاصة ضمت قصي النجل الثاني للرئيس صدام حسين وسكرتيره عبد حمود ونائب أمير سر المكتب العسكري سمير النجم ومدير المخابرات طاهر حبوش التكريتي واللواء عايد العجيلي من الاستخبارات العسكرية، اضافة الى كل من عزة الدوري الذي يشغل موقع نائب القائد العام للقوات المسلحة. وستقوم اللجنة بإعداد خطط نهائية للطوارئ، منها خطة خاصة بالعاصمة بغداد. اما خطط أمن وطوارئ المناطق الشمالية والجنوبية والفرات الأوسط فستكون جاهزة وتنتظر اقرارها من قبل الرئيس صدام حسين نهاية شهر رمضان الجاري. وبحسب المصادر ذاتها فإن تطويراً لعمليات "مؤسسة أم المعارك" المختصة بتطوير مديات صواريخ أرض - جو وتطوير مديات منظومات الرادار ومنها الرادار المسمى "بي - 37" الذي حصل عليه العراق من روسيا قبل فترة، تشرف عليه لجنة خاصة يتولى الرئيس صدام حسين متابعتها. وتولي القيادة العراقية ضمن خطتها "لمواجهة" المؤامرة "عناية خاصة بمنطقة كردستان"، اذ وضعت اجراءات تشمل مشاركة "فدائيو صدام" وميليشيات حزب البعث وعناصر الأمن الخاص، اضافة الى عناصر المخابرات والاستخبارات العسكرية ومجاميع من العشائر الكردية الموالية لبغداد، واستخدام تلك القوات في التصدي لأي هجوم عسكري قد ينطلق من كردستان. وتبني القيادة العراقية استعدادها وفق خطة "تؤكد الصمود أمام ضربة عسكرية من قوات التحالف قد تتواصل أكثر من اسبوعين"، فيما تعول على تدخل دولي ونشاط عربي لإيقاف الضربة خلال ذلك