افتتح الرئيس الجيبوتي اسماعيل عمر غيللي امس في منتجع عرتا قرب جيبوتي العاصمة مؤتمر المصالحة الوطنية الصومالية بحضور اكثر من 400 شخصية صومالية تمثل شرائح المجتمع المدني الصومالي، وبمشاركة ممثلين عن هيئات اقليمية ودولية معنية بالشأن الصومالي. وعبر الرئيس غيللي في كلمته الافتتاحية عن امله في "ان يتحول هذا المؤتمر الى بارقة امل جديدة للاوضاع المأسوية التي يعاني منها ابناء الصومال" منذ اكثر من عشر سنوات. وحذر المؤتمرين من ان عليهم ان يتداركوا الاخطاء السابقة "من اجل التوصل الى نتائج مثمرة وقرارات حكيمة في هذا المؤتمر لبناء مؤسسات تستند الى دعائم متينة". ويعتبر هذا المؤتمر، الذي كان مقرراً في 20 نيسان ابريل الماضي وتأجل لأسباب لوجستية، المرحلة الاولى من خطة سلام كان عرضها غيللي امام الجمعية العامة للامم المتحدة في ايلول سبتمبر الماضي، ولقيت اجماعاً دولياً في محاولة لتحقيق السلام في الصومال الذي تمزقه الحرب الاهلية منذ 1991. وكان الرئيس غيللي يتحدث باللغة الصومالية مرحباً باستضافة المؤتمرين "حتى تنجزون مهمتكم التاريخية، حتى ولو استمر ذلك شهرا". وزاد :"عليكم بناء نظام حكومي دائم ليخلصكم من ديكتاتورية القبائل والعشائر وطموحات نخبة في العاصمة قصيرة النظر وذات مصالح خاصة مركزة". واضاف :"ان المجتمع الدولي يتوقع منكم ان تصلوا الى نتائج وقرارات تستند الى تأسيس الدولة الصومالية، وربما يكون هذا المؤتمر الفرصة الاخيرة امامكم، وستؤكد هذه التجربة انكم أمة عريقة وتستطيع حل مشاكلها بنفسها. ويشارك في المؤتمر الى جانب الوفود الصومالية، ممثلون من منظمات دولية مختلفة وحكومات، خصوصاً من الدول الاعضاء في "السلطة الحكومية للتنمية ومكافحة الجفاف" ايغاد التي تضم سبع دول من شرق افريقيا. وشارك في جلسة الافتتاح امس كل من وزير الخارجية السوداني الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل، والمبعوث الخاص للامين العام للامم المتحدة المكلف الشؤون الصومالية ديفيد ستيفن، ووزير التعاون الاقتصادي الاثيوبي جيرما بروا، والامين العام ل "إيغاد" عطاالله بشير، والامين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير احمد بن حلي. وبين زعماء الحرب الذين يتنازعون على السلطة في الصومال، شارك فقط علي مهدي محمد الذي يسيطر على شمال مقديشو، كما وصل فجأة الى مكان المؤتمر امس "رئيس دولة بلاد بونت" عبدالله يوسف. ورفض زعماء الحرب الآخرون خطة السلام التي اقترحها غيللي. وتعطي خطة السلام الجيبوتية الاولوية لممثلي المجتمع المدني الصومالي على حساب زعماء المجموعات المسلحة، لكن غياب غالبية زعماء الفصائل المتنازعة عن المؤتمر يلقي شكوكاً في فرص نجاحه. وقال الوزير السوداني اسماعيل في افتتاح المؤتمر ان بلاده مستعدة للمساهمة في حل الازمة الصومالية وتضع كل امكاناتها في تصرف الرئيس الجيبوتي لانجاح هذا المؤتمر التاريخي". واضاف "ان الوقت حان لوضع نهاية للواقع الاليم في الصومال واعادة الاستقرار اليه". وجدد مبعوث الاممالمتحدة ستيفن تأييد المجتمع الدولي للمبادرة الجيبوتية. وقال "ان جميع الصوماليين يريدون السلام والاستقرار لبلادهم، وان الاممالمتحدة ستعمل كما فعلت في السابق لضمان حل ازمة الصومال وشعبه".