في أولى بوادر الحلول السلمية للمشكلة الصومالية بدأت الفصائل الصومالية تتوافد الى جيبوتي منذ بداية الاسبوع الجاري للمشاركة في أعمال مؤتمر السلام الصومالي اليوم في اطار المرحلة الأولى للمبادرة التي اطلقها الرئيس اسماعيل عمر غيللي في أيلول سبتمبر الماضي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة. ويذكر أن المبادرة الجيبوتية حظيت بتأييد من منظمة السلطة الحكومية للتنمية ومكافحة الجفاف إيغاد والدول الغربية الأعضاء في مجموعة "أصدقاء ايغاد" وجامعة الدول العربية. ويقول مشارك في المؤتمر رفض ذكر اسمه في تصريح خاص ل"الحياة" ان هناك مواقف ايجابية من منظمات اقليمية ودول صديقة لحل الأزمة الصومالية انطلاقاً من نيات صادقة لمساعدة الصومال حتى يتجاوز أزمته "ولكن ماذا يمكن أن تفعل هذه المنظمات أو الدول مجتمعة كانت أو منفردة ان لم نكن نحن أصحاب الشأن مستعدين لمساعدة أنفسنا... كلنا يسعى الى الظفر بنصيب الأسد في الصومال... كلنا يسعى من أجل السلطة... كلنا يسعى لقتل الآخر وهو في نفس الوقت مقتول لا محالة". ويوضح مشارك آخر أن "الفصائل القائمة حالياً فرضتها الظروف التي يعيشها الصومال وهي ظروف استثنائية ولا نتمنى أن تكون صورة الصومال بعد المصالحة امتداداً للواقع الحالي". من ناحية أخرى أشار مسؤول رفيع المستوى في تصريح ل"الحياة" الى وجود جهات خارجية تسعى الى عرقلة جهود السلام الرامية لحل المشكلة الصومالية باعطاء فرصة لبعض الفصائل الصومالية المؤثرة، في اشارة منه الى حسين عيديد، رئيس المؤتمر الوطني وابراهيم عقال رئيس أرض الصومال. ويذكر أن المبادرات العديدة التي كانت تأتي محفوفة بالضجيج طوال السنوات الماضية كانت دوماً تنتهي بنوع من الصمت وأن جميع المساعي التي بذلتها جهات اقليمية ودولية لحل المشكلة باءت بالفشل، خصوصاً بسبب أطماع الفصائل المتناحرة. وسيشارك في المؤتمر الذي يستمر خمسة عشر يوماً حوالى 800 من الصوماليين الذين يمثلون شرائح المجتمع المدني الى جانب عدد من المراقبين المعنيين بالأزمة الصومالية. وسيعقد المؤتمر في منتجع عرتا السياحي على بعد 40 كلم من وسط المدينة. واعلن زعيم عشائر "قبال" امام محمود امام عمر أول من أمس أ ف ب ان وفده لن يعود الى الصومال هذه المرة قبل ايجاد حل سياسي. واكد ان "المندوبين سيناقشون المشكلة الصومالية من مختلف وجوهها، ولن يغادروا جيبوتي قبل التوصل الى اتفاق يكفل وضع حد لحرب اهلية دامت عقدا من الزمن". واضاف ان "اولئك الذين يعترضون على مغادرتنا الى جيبوتي هم اعداء السلام الذين لا يولون اي اعتبار لشعبهم". وعلي مهدي، الذي يرافقه زعماء بعض الفصائل، هو الوحيد بين زعماء الحرب الصوماليين الرئيسيين الذي يحضر المؤتمر، اذ رفض الآخرون خطة السلام التي اقترحها رئيس جيبوتي. وهذا المؤتمر هو الثالث عشر الذي تعقده المجموعة الدولية حول الصومال منذ سقوط نظام محمد سياد بري في 1991.