منذ بدء الانسحاب الاسرائيلي من لبنان، دأبت وسائل الاعلام الفرنسية على استضافة السفير الاسرائيلي في باريس الياهو بن اليسار من جهة، والعماد ميشال عون من جهة اخرى للتعليق على هذا التطور. واتصلت "الحياة" بالعماد عون مستفسرة عن سبب استضافته دون سواه في وسائل الاعلام الفرنسية، فقال: "ان غياب الدولة في لبنان واكتفاءها بترداد تصريحات الاحزاب التي يريد الشعب ان يسمع غيرها، والناس في فرنسا معتادون سماع الرأي الآخر، فالسفير الاسرائيلي يتحدث عن الوضع، لكن السفير اللبناني في فرنسا ريمون بعقليني لا يتحدث نيابة عن لبنان، ما يجعل وسائل الاعلام تبحث عن شخص لبناني يرغب في الكلام والادلاء برأي". واشار عون الى "ان هناك ثلاثة قرارات لاعادة السيادة الى لبنان، لا قراراً واحداً، وهي ال425 وال426 وال520، والآن وبعدما قامت اسرائيل بما هو مطلوب منها دولياً، فأنهت "جيش لبنان الجنوبي" وانسحبت من الاراضي اللبنانية واطلقت المعتقلين في سجن الخيام، من المرتقب من المجتمع الدولي ان يتحرك لضبط الاوضاع في الجنوب". واضاف ان "صدقية الحكم اللبناني تلزمه ألا يترك الفلتان في المنطقة من دون ضوابط سلطوية، ولكن يبدو انه لا يزال غائباً، ومن المستبعد ان يقوم بمهمته لأن قراره ليس في يده". ورأى "ان هذا الامر يضع نقاط استفهام على الوضع الآني، لأن اسرائيل اعطت كل ما هو مطلوب منها دولياً، وعلى الفريق الآخر ان يلتزم، وان لم يفعل فإن الباب سيكون مفتوحاً امام كل المشكلات". وعن تسلم "حزب الله" القرى في الجنوب، قال عون: "ان لا دولة في لبنان، لأن التحرير لا يتم لمصلحة الاحزاب انما لمصلحة الدولة والمقاومة تعمل لكي تصبح سلطة، وهي اذاً لا تعترف بالسلطة القائمة، لكي تسلمها الوضع، ومعنى ذلك انها تصبح السلطة القائمة مكان الدولة الغائبة". وسئل هل مزارع شبعا لبنانية؟ اجاب: "ليس مهماً تحرير مزارع شبعا، المهم ان تتحرر كل المزارع اللبنانية، لتنضم شبعا الى بقية المزارع اي مجلس النواب والحكومة وبعبدا، فقضية شبعا لا طعم لها من ناحية الملكية". وتابع "ان هناك نوعين من الملكية، ملكية الافراد وهذه لا تمثل خلافاً لأنها مزارع لأملاك لبنانية والدولة تحدد ملكيتها، وسيادتها على الارض، وهذه الارض كانت عندما خسرها لبنان، تحت السيادة السورية ولم تطالب بها الحكومة اللبنانية في حينه، ولم تكن معنية في اي يوم بالقرار 242". وتابع "ان هذا لا يعني ان نتنازل عن الارض، لكننا ربطنا حل المشكلة بالقرار 242، اذاً فالقرار 425 لا علاقة له بها". واعتبر ان "هذه القضية هدية ملغومة من سورية وهي غير كاملة بعد، لأنها لم تعط وثيقة خطية للأمم المتحدة تقر بموجبها ان هذه المزارع لبنانية لذا لا بد من ترسيم الحدود قبل اي تحرك لجهة الاممالمتحدة، لأن هناك نزاعاً على الحدود بيننا وبين سورية، ليس فقط على شبعا بل ايضاً على دير العشائر وغيرها". ورأى "ان المطلوب ترسيم الحدود، وهي عملية بسيطة وعلمية، خصوصاً بمساعدة البريطانيين والفرنسيين الذين عملوا على ذلك سنة 1923، واللجوء الى تحكيم دولي يتخذ على اساسه موقف من كل من اسرائيل وسورية والجميع، لأن اتخاذ مزارع شبعا ذريعة للاستمرار في الحرب وتوريط الناس، باهظ الثمن". وعن الوجود السوري في لبنان، قال عون: "بصرف النظر عن علاقة اسرائيل بسورية، فإن مشكلتي كانت مع كل منهما، فهما اتفقتا عليّ سنة 1990 بالتساوي للتخلص مني". واضاف انه يعمل لتحرير لبنان "من كل القوى الاجنبية"، وانه رفض اللعبة الاقليمية ودفع ثمن ذلك. وتابع انه "ما زال يجاهد لوقف اللعبة الاقليمية في لبنان"، وان "المعركة مستمرة وكل موقف يساعد على ذلك سيكون موضع ترحيب، من اي جهة اتى". وكان عون القى اول من امس كلمة خلال ندوة عقدت في مقر الجمعية الوطنية الفرنسية، تحت اشراف وزير الدفاع السابق فرنسوا ليوتار الذي تحدث بدوره خلالها، في حضور جمهور كبير من الفرنسيين واللبنانيين. ودعا في مقابلة مع وكالة "رويترز" دول الغرب "الى العمل على اخراج سورية من لبنان، ولو لزم الامر تشكيل تحالف عسكري، مثلما حدث في الخليج او كوسوفو او تيمور الشرقية".