اعلن وزير الخارجية السوداني الدكتور مصطفي عثمان اسماعيل ان الرئيس عمر البشير الذي يتوجه اليوم الاحد الي القاهرة للمشاركة في القمة الافريقية - والاوربية لن يجتمع مع اي من قادة "التجمع الوطني الديموقراطي" المعارض، خصوصا رئىسه زعيم الحزب الاتحادي الديمقراطي السيد محمد عثمان الميرغني لأن الأخير "متورط في الاعتداءات المسلحة التي وقعت الايام الماضية علي بعض مناطق شرق السودان". وقال الوزير السوداني ل "الحياة" أن اي مسؤول سوداني "لن يقابل اي معارض لاتزال يده ملطخة بدماء الابرياء وحفظة القرآن في شرق السودان. لكننا سنقابل اي سياسي نبذ العنف ورغب في العمل السياسي والحزبي السلمي". ورد على طلب المعارضة مساعدات دولية واعانة لمنطقة همشكوريب في شرق السودان التي احتلتها قوات المعارضة المسلحة قبل اسبوعين قائلا: "شئ غريب وطلب غريب، فهذه المنطقة لها وقع خاص عند السودانيين لانها تشتهر بخلاوي مدارس تحفيظ القرآن منذ مطلع القرن ولها إحترام خاص لدى الحكومة المركزية وحكومة ولاية كسلا ولم تعان في تاريخها من اي مشاكل تتطلب تقديم اغاثة او اعانة لاهلها. لكن حركة التمرد والمعارضة حولتها منطقة ملتهبة واوقفت ايقاع الحياة اليومي. ووصلتنا تقارير تؤكد وقوع انتهاكات واسعة لحقوق الانسان وعمليات نهب ولهذا نطلب من المجتمع الدولي ان يسأل التجمع المعارض وحركة العقيد جون قرنق عن المتسبب في الحال الذي وصلته المنطقة قبل ان يناقشوا طلبهم لتقديم مساعدات واغاثة". واضاف وزير الخارجية "اكرر ان الحكومة تتعامل مع ماحدث في همشكوريب باهتمام وستتحمل مسؤوليتها نحو ما حدث لاهلها وغالبيتهم من العاملين في مجال تحفيظ القرآن ونرى ان ما يصدر من قيادة التجمع من تصريحات عن الحلول السلمية ومناشدة زعماء بعض الدول الشقيقة للمساعدة تناقضات بين القول والواقع". من جهة أخرى، أرجأت الهيئة القيادية لحزب المؤتمر الوطني اجتماعا كان مقررا مساء الجمعة للبحث في قرار تمديد العمل بقوانين الطوارئ. وأوضح بيان أصدره مكتب الامين العام أن اللقاء أرجئ لان القضايا موضوع النقاش تحتاج مزيدا من التداول والتشاور، وأن الوضع في البلاد يستدعي إعطاء أولوية قصوى لجهود مواجهة الهجوم في شرق السودان الذي تنفذه قوات المعارضة. وقالت مصادر صحافية أن التأجيل هدف الى تفادي مزيد من الانقسامات في صفوف حزب المؤتمر الوطني في شأن القضايا الرئيسية، واتاحة الفرصة لمزيد من المشاورات والاتفاق علي نقاط التقاء ايجابية لتجاوز ازمة المؤتمر الوطني والحكومة. ولم يستمر الاجتماع سوى دقائق تقدم خلالها امناء الولايات بطلب التأجيل الى الترابي. الى ذلك، دعا زعيم قبائل الهدندوة والبجا اكبر قبائل شرق السودان محمد محمد الامين ترك جميع ابناء قبائل شرق السودان الى العمل من أجل "تحرير منطقة همشكوريب من المتمردين". وقال في اجتماع موسع لابناء الهدندوة ان "احتلال همشكوريب لم يكن هدفا عسكريا وانما القصد منه اخماد نار القرآن في المنطقة". وافادت انباء من شرق السودان ان نحو 120 شخصا من سكان المدينة استطاعوا التسلل منها. وقال احد العائدين ان احد شيوخ المدينة وطفلا صغيرا قتلا اثناء اشتباك بين قوات المعارضة والجيش السوداني. واكد أحد هؤلاء ان قوات تنظيم "مؤتمر البجا" المعارض تحاصر المدينة وأن قوات قرنق تتمركز في الجبال المحيطة بالمنطقة. وتضم همشكوريب اضافة الي سكانها الاصليين نحو 11 ألف دارس للقرآن الكريم اضافة الى نحو ثلاثة آلاف طالب من مختلف ولايات السودان ودول افريقيا. على صعيد آخر، رحبت منظمات حقوق الانسان السودانية بموافقة الحكومة السودانية رسميا علي تعيين مراقبين دوليين لاوضاع حقوق الانسان بعد عام من الرفض وجاء الترحيب من منظمتي حقوق الانسان الحكومية والمعارضة. وقال الامين العام للهيئة السودانية لحقوق الانسان علي احمد النصري "ان المنطق يدعو الحكومة السودانية للموافقة علي اقتراح لجنة حقوق الانسان بجنيف لتأخذ الاممالمتحدة معلوماتها من منابعها وليس من اعداء السودان".