عقد الامين العام للحزب الوطني الحاكم نائب رئيس الوزراء وزير الزراعة المصري الدكتور يوسف والي اجتماعاً ثانياً مساء امس مع قادة المعارضة السودانية اعضاء هيئة القيادة والمكتب التنفيذي للتجمع الوطني الديموقراطي لواء المعارضة السودانية. وجاء هذا الاجتماع بعد اجتماع أول انعقد مساء اول من امس في دار الحزب الوطني في وسط العاصمة المصرية بمشاركة زعيم التجمع السيد محمد عثمان الميرغني والدكتور ابراهيم الامين والسيد مهدي داوود عن حزب الأمة، ورئيس التحالف الفيديرالي السيد أحمد ابراهيم دريج وممثل البجا سنجاقاري وممثل الحزب القومي السوداني السيد أمين فلين والناطق باسم قوات التجمع الفريق عبدالرحمن سعيد ووفد من قوات التحالف. ولوحظ أن المشاركين في الاجتماع حرصوا على تأكيد وحدة السودان. وأكد الأمين العام للحزب الوطني المصري معارضة بلاده تقسيم السودان، مشيراً إلى أنه تلقى اتصالاً هاتفياً من رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان الدكتور جون قرنق الذي أبلغه رفضه انفصال جنوب السودان عن شماله. وبرر غياب قرنق عن المشاركة في اجتماعات القاهرة بالإنشغال في "مسرح العمليات العسكرية". أما الميرغني فقال إن رعاية مصر لاجتماعات المعارضة "تؤكد دعمها ومؤازرتها للشعب السوداني في المحنة التي يمر بها". واتهم حكومة الخرطوم بالسعي الى "تقسيم السودان"، ودلل على ذلك بموقفها في نيروبي في المحادثات التي جرت اخيراً مع وفد الحركة الشعبية. وعلمت "الحياة" ان قرنق ابلغ والي والميرغني التزامه ما اتفق عليه خلال زيارته القاهرة في كانون الاول ديسمبر الماضي وعزمه القيام قريباً بزيارة لمصر. وأبلغ الدكتور الامين المجتمعين رسالة من رئيس الوزراء السوداني السابق زعيم حزب الامة السيد الصادق المهدي - الذي غاب عن اجتماعات القاهرة - تحدثت عن "ضرورة وحدة السودان ودعم القبائل السودانية" في الجنوب. ودعا الى "اغاثة المتضررين في مناطق المجاعة". ووصل إلى القاهرة أمس السيد مبارك الفاضل القيادي في حزب الامة والامين العام للتجمع الوطني للمشاركة في هذه الاجتماعات. وتحدث عضو قيادة "التحالف" عبدالعزيز دفع الله، في تصريح الى "الحياة"، عن وجود "مؤامرة تستهدف الوقيعة بين قوات التحالف والحركة الشعبية لتحرير السودان". لكنه لم يحدد الجهات التي تتآمر على التحالف. ولم ينف دفع الله صحة توقيعه على البيان، الذي نشرته "الحياة" أمس عن "الممارسات الاستفزازية التي تقوم بها قوات الحركة في المناطق المحررة في شرق السودان". وقال ان "جهات سودانية تقف وراء هذا البيان الذي حمل شعار "التحالف"، متهماً هذه الجهات ب "التزوير والسعي الى إفساد العلاقة بين المعارضة والقاهرة وإفشال اجتماعات المعارضة السودانية في مصر". ونقلت وكالة "رويترز" عن فاروق أبو عيسى الناطق باسم التجمع، ان اجتماعات قادة التجمع ستتواصل أياماً لوضع استراتيجية سياسية وعسكرية. ويسعى "التجمع الوطني" إلى ترسيخ صورته كمدافع عن الوحدة الوطنية. وقال ياسر عرمان الناطق باسم الجيش الشعبي لتحرير السودان للصحافيين ان الاجتماع ناقش دور مصر في مساعدة السودان على "تحقيق الديموقراطية. الحكومة المصرية تعترف رسمياً الآن بالتجمع الوطني الديموقراطي. هذا يعطينا ثقلاً سياسياً كبيراً". وتولي المعارضة السودانية أهمية خاصة لرعاية مصر لها. ويقول منصور خالد المستشار السياسي للجيش الشعبي ان هذه المرة الأولى التي يعقد فيها اجتماع علني مع "كل قيادات المعارضة السودانية". وصرح بأن ذلك سيعزز مركزهم في الدول العربية، قائلاً إنه سينظر إلى المعارضة الآن على أنها "بديل ممكن". ورفض ديبلوماسي سوداني فكرة ان الاجتماع هو اسلوب ضغط من جانب مصر. وأشار إلى وصول وزير الري السوداني شريف التهامي إلى مصر الاربعاء الماضي لاجراء محادثات في شأن موارد المياه والتوصل إلى اتفاق لزيادة عمليات الشحن ونقل الركاب في الخدمة النهرية المشتركة. واضاف ان الخرطوم لا تشعر بأي قلق من هذا الاجتماع وتفسره على أنه خطوة إلى الامام لتعزيز قدرة مصر في عملية المصالحة في السودان.