شهدت العلاقة بين حزب الامة السوداني المعارض والحكومة السودانية، نقلة نوعية أمس بعد تسليم الحزب مركزه العام في السودان لادارة عمله منه. ويعتزم الحزب إطلاق نشاطه العلني بعد غياب إستمر عشر سنوات بلقاء جماهيري كبير يستقبل فيه ثلاثة من أبرز قادته في الخارج في موعد يتصادف مع الذكرى ال 15 للانتفاضة الشعبية التي أطاحت حكم الرئيس السابق جعفر نميري. في غضون ذلك إتجه الرئيس عمر البشير والامين العام للحزب الحاكم الدكتور حسن الترابي نحو مزيد من التطبيع في علاقاتهما، إذ يتحدثان يوم الاحد المقبل معاً أمام حشد تنظمه ولاية الخرطوم للتعبئة ضد هجمات المعارضة المسلحة في شرق البلاد. ويخاطب البشير المسيرة الشعبية التي ينظمها "حزب المؤتمر الوطني" في الخرطوم بوصفه قائدا أعلى للجيش السوداني الذي يواجه قوات المعارضة في الشرق، فيما يتحدث الترابي بوصفه الامين العام للحزب. ويشارك في الحديث أيضاً والي الخرطوم مجذوب الخليفة الذي دعا الى المسيرة وإئيس هيئة الاركان. وقال الخليفة الذي يشغل أيضاً منصب أمين الحزب الحاكم في الخرطوم أمس أن المسيرة ستضم 20 موكباص من قطاعات المجتمع السوداني، "وتريد تأكيد أن إحتلال منطقة همشكوريب أكبر مناطق تحفيظ القرآن الكريم في شرق السودان على يد زعيم الجيش الشعبي لتحرير السودان العقيد جون قرنق يمثل تهديدا لتاريخ السودان وثقافة غالبية شعبه". وحمل نجل رئيس الوزراء السابق زعيم حزب الامة الصديق الصادق المهدي بعنف على التجمع الوطني الديموقراطي المعارض في الخارج، لدى تسلمه أمس المركز العام لحزب الامة من ممثل للحكومة السودانية. تفاصيل ص 5 وقال الصديق الصادق ل "الحياة" أمس إن قيادة "التجمع" في الخارج "اثبتت عدم جديتها في الحل السلمي بعدم التجاوب مع المبادرة المصرية - الليبية المشتركة وتشكيل وفد المعارضة الى لجنة الحوار كما فعلت الحكومة. التجمع رهن ارادته وبرنامج عمله لحركة قرنق وسلمها لجامه. واذا كان التجمع جاداً لتحققت خطوات ايجابية نحو الحل السياسي عبر المبادرة المشتركة التي تعترف بالتجمع الوطني بعكس مبادرة ايغاد التي لا تعترف إلا بحركة قرنق وتعمل لحل مشكلة الجنوب من دون الشمال". وزاد أن "الفصائل الاخرى هي التي تخلت عن الحلول العملية لمشكلة البلاد. وحزب الامة وحده المتمسك بالحلول التي تجنب البلاد التمزق والانهيار والتدويل". وأعلن أن الامين العام للحزب والقياديين مبارك المهدي وعبدالرسول النور سيعودون الى البلاد يوم الخميس 6 نيسان ابريل المقبل، وأن الحزب اعد احتفالاً ضخماً لاستقبالهم. وقال إن ذلك سيشكل مناسبة لعودة الحزب الى العمل العلني بعد غياب منذ انقلاب البشير في 30 حزيران يونيو 1989. وصودر المركز العام للحزب الذي يعرف باسم "بيت الامة" ضمن ممتلكات المعارضة التي أعيد معظمها وشمل دورا وممتلكات لرئيس التجمع السيد محمد عثمان الميرغني. وحذر الصديق المهدي الحكومة من أي "تخاذل في عملية الحل السياسي"، كما أبدى تحفظاً على الصلاحيات الواسعة لمسجل التنظيمات السياسية وحذر من "اي تدخل خلال المرحلة المقبلة في النشاط الحزبي وقال "لوحدث هذا فان الحكومة التي يتهمها البعض بالمراوغة تكون اكدت الاتهام وستتوحد كل فصائل المعارضة مجدداً في عمل سياسي وعسكري من الخارج يعيد الناس خطوات الي الوراء". علي صعيد آخر، أفادت وكالة السودان للانباء أمس أن وفداً حكومياً يقوده مستشار الرئيس نافع علي نافع سيجتمع مع ممثلين عن "الجيش الشعبي لتحرير السودان" في نيروبي الاثنين المقبل. وسيكون الاجتماع الاخير في سلسلة جولات من محادثات السلام غير المجدية الي حد كبير التي جرت تحت رعاية الهيئة الحكومية للتنمية في شرق إفريقيا إيغاد. وإختتم وفد من "إيغاد" أمس زيارة الي الخرطوم بعد محادثات وصفها نافع بأنها ناجحة. واطلقت مصر وليبيا مبادرة سلام منفصلة في العام الماضي. ويتوقع مسؤولون من البلدين ان يجتمعوا مع ممثلين عن "إيغاد" في القاهرة الاسبوع المقبل علي هامش القمة الاوروبية -الإفريقية لمناقشة امكان التنسيق بين المبادرتين.