سعت السلطة الفلسطينية من خلال مشاركتها الرسمية اخيراً في بورصة البحر المتوسط إلى تسويق برامج رحلة العائلة المقدسة، لجذب أكبر قدر من السياح والحجاج من شتى بقاع الأرض للحج في الأراضي المقدسة في فلسطين حيث عاش السيد المسيح عليه السلام وتعمد في المياه المقدسة بنهر الأردن. وللتبرك ايضاً بموقع رحلة الإسراء في المسجد الأقصى. وشهدت البورصة تداول البرامج السياحية وجلسات تقديم السلع السياحية والفندقية وبيعها، وأجمع المشاركون في البورصة على أن الاحتلال الإسرائيلي كان ولا يزال السبب الرئيسي في ضعف القطاع السياحي الفلسطيني في مختلف مرافقه، إذ يكاد النشاط السياحي يقتصر على القدس وبيت لحم وأريحا وبنسب متفاوتة، بالإضافة إلى إحجام الدول العربية والشرقية عن زيارة المنطقة بسبب الاحتلال حتى أنه يكاد ينعدم بالنسبة الى المسيحيين في مصر، الذي حرّم عليهم البابا شنوده زيارة القدس إلا بعد تحرير المنطقة بالكامل. وسألت "الحياة" وكيل وزارة السياحة والآثار في السلطة الوطنية الفلسطينية السيد عماد يعبش عن حجم عائدات السياحة حالياً، فقال: إن عائدات القطاع السياحي الفلسطيني تبلغ نحو 150 مليون دولار سنوياً، في مقابل عائدات إسرائيلية تصل إلى 6،2 بليون دولار، وهذا يشير الى الامكانات الكامنة في هذا القطاع وحجم الاستثمارات التي يمكن جذبها، والدور الذي يمكن أن تلعبه السياحة في الدخل القومي الفلسطيني. وأكد أن فلسطين حققت إنجازات كبيرة على مختلف المستويات وذلك من خلال المشاركة في المعارض الدولية المتاحة لتثبيت فلسطين على الخارطة العالمية كمقصد سياحي مستقل وقائم بذاته. وأشار الى وجود مكاتب سياحية نشطة في فلسطين باتت تسوق برامج سياحية فلسطينية مئة في المئة، "الامر الذي جعلنا قادرين على اعداد برامج مستقلة خاصة بفلسطين والتعامل مع وكالات السفر والرحلات الجماعية العالمية". وتوقع يعبش أن يناهز عدد السياح الذين سيقدمون الى الأراضي المقدسة نهاية السنة الجارية مليوني سائح، وذلك مع اكتمال عدد من المشاريع التحتية في بيت لحم، والقدس التي تعد المكان الرئيسي الذي يزوره السياح الذين تعود غالبيتهم للمبيت في الفنادق الإسرائيلية. وقال: لا يمكن الحديث عن الأماكن المقدسة من دون القدس التي يزورها أكثر من 90 في المئة من السياح الوافدين على مدار العام، لا سيما في مواسم الحج، وذلك بسبب أهميتها التاريخية والدينية، حيث المسجد الأقصى وقبة الصخرة المشرفة وكنيسة القيامة والنباتات التاريخية داخل أسوار البلدة القديمة، وفي بيت لحم تكاد تقتصر زيارة السياح على كنيسة المهد ولا سيما في موسم الأعياد المسيحية أعياد الميلاد والفصح على رغم وجود أماكن أخرى كثيرة في المنطقة كالأديرة والكنائس التاريخية والمناطق الطبيعية والآثار. ولا تقل مدينة أريحا أهمية عن المناطق السالفة الذكر لما تتمتع به من مناخ دافئ شتاء باعتبارها أكثر مدن العالم انخفاضاً عن سطح البحر وتقع بالقرب من البحر الميت الذي يقصده السياح لأغراض علاجية والتمتع بدفء مياهه التي لا تجد ما يضاهيها في أي مكان في العالم. وقال يعبش: "عدد زوار بيت لحم يزيد على المليون سائح بينما عدد زوار أريحا يراوح بين 300 الف إلى 400 ألف سائح. وأشار الى أن الأماكن الأقل شهرة وأهمية مثل قبر يوسف وبئر يعقوب وسبسطية في منطقة نابلس يزورها نحو 300 ألف سائح أما الحرم الابراهيمي فزواره نحو 350 ألف شخص. وتوقع بعض المشاركين الرسميين في بورصة السفر أن تشهد صناعة السياحة نهاية السنة الجارية وما بعده نشاطاً غير مسبوق مع تقدم عملية السلام في المنطقة، وأن يفوق عدد السياح خمسة ملايين سائح سنوياً الأمر الذي يستدعي الاستعداد لاستقبال هذه الأعداد الهائلة، ودعم هذه الصناعة المهمة في فلسطين، علماً ان كلفة المشاريع تفوق 200 مليون دولار. ومن جهة أخرى ذكر يعبش ان سلطة الطيران المدني الفلسطيني تعاقدت مع "بومباردييه" لشراء أربع طائرات جديدة تضاف الى اسطول "الخطوط الفلسطينية" الجوي، وتسع كل طائرة خمسين راكباً على أن يجري استلام الأولى نهاية الشهر الجاري، والثانية في شهر تموز يوليو المقبل، والطائرتان الاخريان ستتسلمهما السلطة الثالثة مطلع تشرين الثاني نوفمبر، والرابعة في آذار مارس من العام 2002. وذكر يعبش ان وزارته أعدت خطة كاملة لإقامة قرية كنعانية سياحية في أريحا بكلفة 30 مليون دولار. وتعد هذه القرية الأولى في فلسطين التي ستعمل على ربط السياحة بالتاريخ والتراث والآثار القديمة، إضافة الى تقديم أجواء شرقية للسياح. وتتضمن الخطة إقامة حدائق عامة وتنظيف المواقع التاريخية والاثرية وترميمها. وأشار الى أن الوزارة قدمت مشاريع عدة الى الدول المانحة لتنشيط السياحة الداخلية والخارجية.