أعلنت وزيرة السياحة والآثار في السلطة الوطنية الفلسطينية خلود دعيبس أبو دية، أن الأراضي الفلسطينية تمكّنت العام الماضي من استقطاب 1.5 مليون سائح وحاج، على رغم الظروف العالمية والأزمة المالية والإجراءات الإسرائيلية. وأوضحت في حديث الى «الحياة» على هامش مشاركتها في الدورة ال12 ل «المجلس الوزاري العربي للسياحة» الذي يختتم اليوم في صنعاء، أن التحدي الأكبر هذا العام هو زيادة نسبة العائدات من النشاط السياحي، بخاصة أن إسرائيل لا تزال تسيطر بقوة وتحاول أن تروّج للأراضي الفلسطينية على أنها جزء منها، لافتة إلى أن البنية التحتية الفلسطينية متواضعة مقارنة بالإسرائيلية، فتضطر وكالات السياحة والسفر الفلسطينية إلى التنافس لإستقطاب المجموعات السياحية، كما ان عائداتها ما زالت متدنّية ولا تتجاوز 5 في المئة فقط من عائدات إسرائيل. وأضافت أن هذه الدورة تستهدف تشجيع السياحة المستدامة وتطويرها في الدول العربية، والبحث في تطوير استراتيجية موحّدة لها، لبحث آفاق التعاون في تأهيل الكوادر البشرية واستدامة الموارد السياحية والاستجابة للتحديات على المستوى العالمي وتشجيع السياحة البينية وتشجيع الاستثمار في المجال السياحي وتطوير البنية التحتية. ولفتت إلى أن مشاركة فلسطين لها خصوصيتها، بخاصة أن السياحة فيها تعاني من الوضع السياسي المتردي على رغم انها تملك تاريخاً وتقليداً طويلاً في استقبال السياح والحجاج منذ ألفي عام، في مدن تاريخية كالقدس وبيت لحم وأريحا. وأوضحت أن «مجلس وزراء السياحة العرب» سيعلن عن الدولة الفائزة بجائزة «عاصمة السياحة العربية» بعد إجراء مسابقة بين المدن العربية، وسيحدد مجالات التعاون لعامي 2009 و2010، لتسهيل الإجراءات وتشجيع السياحة البينية أو الإستثمار، والاستفادة من خبرات منظمة السياحة العالمية ومنظمة السياحة العربية اللتين تشاركان في هذه الدورة. مساعدات مطلوبة وأكدت أبو دية الحاجة للاعتماد على المساعدات العربية من أجل التصدّي لكل التحديات التي تواجه السياحة الفلسطينية وتلبية لاحتياجات تطوير الكادر المهني والتركيز على أنها يمكن أن تكون عاملاً أساسياً في تطوير الاقتصاد الفلسطيني ونافذة فلسطين على العالم الخارجي، على رغم كل المعوقات باتجاه تطويرها كمقصد سياحي مستقل، من دون أن تكون إسرائيل مسيطرة على الحدود أو المعابر. وأشارت الى أن سلسلة من المؤتمرات عقدت أثبتت أنه يمكن الاستثمار في فلسطين، وأن الحكومة الفلسطينية توفّر البيئة الملائمة للاستثمار، بخاصة في قطاع السياحة وفي مجالات أخرى عدة، وبدأنا نسجل توقيع اتفاقات لإنشاء فنادق جديدة ومنتجعات ومشاريع سياحية بالتعاون مع مستثمرين عرب أو فلسطينيين يعيشون في الخارج. وحول أبرز العوائق التي يضعها الإحتلال الإسرائيلي امام قطاع السياحة، أوضحت أن إسرائيل تعيق حرية الحركة، سواء للسياح أو للعاملين في القطاع، «بخاصة أننا نعتمد على السياحة الدينية والحج الديني، ما يفرض تردداً في الإقامة في المناطق الفلسطينية لتجنب المرور عن الحواجز أكثر من مرة يومياً». إلى ذلك، تحتفل فلسطين في العام المقبل بمرور 10 آلاف سنة على تأسيس أريحا كأقدم مستوطنة بشرية عالمياً.