وصف رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك الجزائر بأنها "شريك مهم، وسترد اسرائيل بالايجاب على كل خطوة قد تدمج الجزائر في هذا المسار. وانا شخصياً ارحب بمقابلة الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة لنناقش هذه القضية". جاء ذلك في مقابلة هي الاولى التي تنشرها صحيفة جزائرية لمسؤول كبير في الدولة العبرية. ولوحظ ان هذه المقابلة التي نشرتها صحيفة "الخبر" جاءت بعد ايام من ارجاء زيارة مثيرة للجدل كان ينوي المغني الفرنسي اليهودي الجزائري الاصل انريكو ماسياس القيام بها للجزائر، وفي سياق تصاعد الجدل في شأن العلاقات الجزائرية - الاسرائيلية وفي شأن فكرة ادماج الجالية اليهودية المهمشة من استقلال البلاد في 1962 وخصوصاً من يطلق عليهم اسم "الاقدام السوداء" من فرنسيين ولدوا في الجزائر في ظل الاستعمار وتعاملوا مع الادارة الاستعمارية ضد الثورة. وفي هذا الاطار اعتبر السيد علي كافي الرئيس السابق للمجلس الاعلى للدولة 1992 - 1994 ان زيارة المغني الفرنسي الجزائري الاصل "كان يمكن ان تكون كباقي الزيارات التي قام بها اليهود والاقدام السوداء"، مشيراً الى ان ماسياس يُعدّ من "الاقدام السوداء واليد الحمراء الذين حملوا السلاح ضد الثورة الجزائرية" والى ان تطبيع العلاقات مع اسرائيل "لن تكون بجرّة قلم او بتحقيق نزوة شخص واحد لأن المسألة مرتبطة بشعب كامل". ولاحظ ان الدعوة التي وجهها بوتفليقة الى المغني "اعطي لها طابع سياسي"، رابطاً بين الدعوة والمصافحة التاريخية بين بوتفليقة وباراك، في تموز يوليو الماضي على هامش تشييع جثمان الملك الراحل الحسن الثاني. وكان السيد عبدالعزيز بلخادم رئيس البرلمان السابق اسس قبل اشهر لجنة مناهضة لأي تقارب جزائري - اسرائيلي تضم عدداً من الشخصيات الوطنية مثل السيد عبدالحميد مهري الامين العام السابق لجبهة التحرير الوطني، وشخصيات اسلامية من حركة مجتمع السلم حمس وحركة الاصلاح الوطني التي يقودها عبدالله جاب الله. وساهمت اللجنة بشكل كبير في دفع بوتفليقة الى التراجع عن دعوة ماسياس التي كانت مقررة ان تبدأ اليوم. وقال باراك في المقابلة ان على البلدين عدم الاكتفاء ب"ميزان الربح والخسارة بالنسبة الى علاقاتهما مع الولاياتالمتحدة. هناك عدد من المجالات مباشرة تتقاسم فيها الجزائر واسرائيل المصالح الامر الذي سيسمح لهما بإقامة علاقات سلم وتعاون، مسجلاً ارتياحه على "تطور علاقات بناءة بين الجزائروالولاياتالمتحدة التي تعمل على توسيع علاقاتنا مع العالم العربي". ولم يتردد رئيس الوزراء الاسرائيلي في توجيه انتقادات شديدة للجنة الوطنية المناهضة لتطبيع العلاقات مع اسرائيل حيث قال: "ان الذين يزعمون ان القدرات الثقافية والاقتصادية لاسرائيل ستخلق قوة تهيمن على المنطقة يتبنون طرحاً لا اساس له اذا اخذنا في الاعتبار مسار العولمة القائم حالياً".