أكد مصدر مسؤول في الرئاسة الجزائرية أمس، ان الجزائر لا تعترض على اقامة علاقات مع اسرائيل شرط ان يحقق ايهود باراك شروط الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة التي أبلغها اياه "بصفة شخصية وودية" خلال مصافحته على هامش تشييع جثمان الملك الحسن الثاني في 25 تموز يوليو الماضي. وأوضح المصدر الذي كان يتحدث الى "الحياة" ان هذه الشروط هي "الانسحاب من الجولان المحتل من دون قيد أو شرط، والخروج من جنوبلبنان واعطاء الفلسطينيين حقهم في اقامة دولتهم المشروعة وان يقرروا مصيرهم بأنفسهم طبقاً للقرارات الدولية"، قبل ان يؤكد مجدداً انه "لا هرولة ولا تطبيع" مع لم تتغير الأوضاع الراهنة التي يكتنفها "غموض وضبابية". واعتبر التفكير في "تطبيع العلاقات مع اسرائيل سواء بطريقة علنية أو سرية، يبقى مجرد مزايدات صحافية أو دفع من الخيال"، مشدداً على ان زيارة بوتفليقة لمايوركا كانت بهدف المشاركة في المنتدى، نافياً ان يكون التقى خلالها أي مسؤول في الحكومة الاسرائيلية. وفي تقدير المسؤول، الذي فضل عم كشف هويته، فإن الجزائر "تتعرض منذ اسابيع لحملة منظمة من وسائل الاعلام الاسرائيلية لممارسة ضغوط على الرئيس بوتفليقة"، ومن ذلك ما أوردته وكالة "رويترز" نقلاً عن مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي الأحد الماضي والتي أشارت الى لقاء غداء بين ايهود باراك واحمد عطاف وزير الخارجية الجزائري على هامش قمة اوسلو حيث يذكر المسؤول بأن الجزائر "لم تكن مدعوة وليست معنية بهذا الاحتفال"، قبل ان يؤكد بأن "موقف الجزائر واضح منذ نحو أكثر من 45 سنة" والذي يرتكز حسبه على اعطاء "الأولوية للدفاع عن المبادئ قبل المصالح". وكان بوتفليقة قد تلقى عرضاً من الرئيس الاميركي بيل كلينتون، في نهاية تموز الماضي، للمشاركة في مسار السلام الشرق أوسطي، غير ان الجزائر رفضت أي مشاركة "شكلية أو استعراضية تهدف الى تشتيت الصف العربي"، وطالبت بأن يكون لها "دور ملموس لتحقيق السلام العادل في الشرق الأوسط". وعن اقامة موريتانيا، قبل ايام، علاقات كاملة مع اسرائيل شدد المصدر على أن الجزائر "ترفض توجيه احكام سواء ايجابية أو سلبية لأي دولة شقيقة أو صديقة من منطلق عدم التدخل في شؤون الغير الذي يعد مبدأ اساسياً في السياسة الجزائرية"، مشيراً الى ان مشاركة الجزائر في قمة طرابلس كانت بطلب من العقيد معمر القذافي وتهدف الى "التشاور ولا تعني، بأي حال من الاحوال تدخلاً في شؤون أي دولة". وأمام التشدد السياسي والديبلوماسي الذي يفرضه بوتفليقة، يرى المصدر ان هذا "لا يمنع الرئيس من التعامل في حدود اللياقة مع الاسرائيليين في اطار انساني"، من دون ان يعني ذلك تطبيعاً للعلاقات بين دولتين في اشارة واضحة الى بعض الخطوات التي قام بها الرئيس الجزائري مثل السماح للمغني الفرنسي انريكو ماسياس اليهودي، الجزائري الأصل، من دخول الجزائر مجدداً بعد منعه من ذلك لأكثر من 25 عاماً. وكانت مجموعة من الشخصيات الوطنية مثل عبدالعزيز بلخادم، عبدالحميد مهري وخالد بن اسماعيل اضافة الى بعض الاحزاب مثل حركة مجتمع السلم، النهضة والاصلاح عقدت سلسلة مشاورات في شأن ما وصفته محاولات بوتفليقة تطبيع العلاقات مع اسرائيل. غير ان هذه اللقاءات لم تفض حتى الآن الى صدور بيان، الأمر الذي دفع عدداً من المراقبين الى القول ان المبادرة تنسيقية ولا تشكل جبهة حزبية. الى ذلك، عبر "التجمع من أجل الثقافة والديموقراطية" عن عدم اعتراضه لتطبيع العلاقات مع اسرائيل. وقال عمارة بن يونس في مؤتمر صحافي امس: "إننا لن نكون فلسطينيين أكثر من الفلسطينيين أنفسهم" وسجل الناطق سير دول الجوار مثل تونس والمغرب وموريتانيا مع خيار التطبيع قبل ان يؤكد "ان موقف ليبيا لا يمثل معياراً لحسن الاختيار في القضايا الديبلوماسية".